الدولية
ترامب يحذر الأسد من "هجوم متهوِّر" على إدلب... وموسكو تردُّ بمقاتلاتها: لا تهاون مع "وكر الإرهابيين"
الثلاثاء 04 سبتمبر 2018
5
السياسة
الكرملين: الإرهاب في إدلب يهدد قواعدنا... والجيش السوري يستعد لحلّ المشكلةموسكو، عواصم- وكالات: رفض الكرملين، أمس، تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شن هجوم على محافظة إدلب السورية، الواقعة تحت سيطرة فصائل مسلحة معارضة تقاتل غالبيتها تحت لواء تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، قائلاً إن المنطقة أصبحت "وكراً للإرهابيين"، وإن الجيش السوري "يستعد لحل مشكلة الإرهاب" في إدلب، التي استأنف الطيران الروسي قصفها، فجر أمس، بعد توقف استمر أسابيع، بحسب "المرصد السوري" المعارض. وكان ترامب حذر، ليل أول من أمس، الرئيس السوري بشار الأسد من شن "هجوم متهوِّر" على إدلب، وحذر كذلك حليفيه إيران وروسيا من المشاركة في هجوم مرتقب على المحافظة، قائلاً إن مثل هذا الهجوم "قد يؤدي إلى مأساة إنسانية". وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي صباح أمس، إن "الوضع في إدلب لايزال موضع اهتمام خاص من قبل موسكو ودمشق وأنقرة وطهران"، وذلك قبل يومين من قمة مقررة في طهران بين روسيا وتركيا وإيران حول سورية. وأضاف: "نعلم أن القوات المسلحة السورية تستعد لحل هذه المشكلة"، واصفاً إدلب بأنها باتت "وكراً للإرهابيين". وفيما لم يحدد بيسكوف أي موعد لبدء عملية الجيش السوري، ولم يعلق على تقارير أشارت إلى أن مقاتلات روسية شنّت غارات على إدلب فجر أمس، أكد أن "بؤرة إرهاب جديدة تشكلت هناك (في إدلب)، وذلك يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع عموماً". وأضاف: "هذا الأمر يقوّض الجهود الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية- ديبلوماسية في سورية، والأمر الأساس أنها تشكل تهديداً كبيراً لقواعدنا" العسكرية في ذلك البلد. ورداً على سؤال عن تحذير الرئيس الأميركي كلاً من سورية وروسيا وإيران من شن هجوم على إدلب، وقوله إن هجوماً كهذا يمكن أن يتسبب بـ"مأساة إنسانية"، أجاب بيسكوف: "إن إطلاق تحذيرات لا تأخذ في الاعتبار الآثار السلبية والخطرة على الوضع في كل أنحاء سورية، يعني عدم اعتماد مقاربة كاملة وشاملة لتسوية المشكلة". وأضاف أن "وجود مسلحين في إدلب يقوّض عملية السلام السورية، ويجعل المنطقة قاعدة لشنّ هجمات على القوات الروسية في سورية"، مشيراً إلى أن الوضع في إدلب "سيكون القضية الرئيسية" على جدول أعمال قمة زعماء روسيا وإيران وتركيا المقرر انعقادها في طهران بعد غد. وفي السياق، أعلن "المرصد" المعارض، الذي ينشط من العاصمة البريطانية لندن، ومصدرٌ في المعارضة السورية، أمس، أن الطيران الروسي استأنف ضرباته الجوية على محافظة إدلب، بعد توقف لأسابيع عدة. وقال "المرصد" إن الضربات الجوية الروسية "توقفت داخل إدلب وحولها يوم 15 أغسطس الماضي، لكنّ قوات داعمة للحكومة واصلت القصف الجوي وضرب المعارضة هناك". بدوره، أوضح المصدر المعارض أن الضربات الروسية "طالت ريف المحافظة بالقرب من جسر الشغور"، عند الطرف الغربي من المنطقة الخاضعة للمعارضة شمال غربي البلاد. وكان الرئيس الأميركي كتب، في تغريدة على "تويتر" ليل أول من أمس: "على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب... سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة". وأضاف: "يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تدعوا هذا الأمر يحدث". يُذكر أن جيش النظام السوري يحشد منذ أسابيع "حشداً غير مسبوق" على مشارف محافظة إدلب المحاذية للحدود مع تركيا، والتي تعدُّ المعقل الأخير لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، الذي بدّل اسمه إلى "هيئة تحرير الشام"، كما تُعدُّ منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تطبيقاً لاتفاق خفض التوتر. وبعد ساعات من تغريدة ترامب، كتبت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي تغريدة أخرى على "تويتر"، قالت فيها إن "كل الانظار على أفعال الأسد وروسيا وإيران في إدلب. لا لاستخدام الأسلحة الكيماوية".