الجمعة 15 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

تركيا تبدأ غزو الشمال السوري وتشن غارات جوية ومدفعية مكثّفة

Time
الأربعاء 09 أكتوبر 2019
السياسة
عواصم - وكالات: بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال شرق سورية، أمس، وشنت غارات جوية، تدعمها نيران المدفعية ومدافع "الهاوتزر"، ما تسبب في "ذعر هائل بين الناس" وحركة نزوح من مدينة تل أبيض باتجاه الحدود، فيما طلبت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من الولايات المتحدة والتحالف الدولي "منطقة حظر طيران" لوقف الهجمات التركية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حسابه بموقع "تويتر"، إن بلاده وحلفاءها من قوات المعارضة السورية بدأوا عملية عسكرية في شمال شرق سورية، مضيفاً إن الهدف منها هو القضاء على "ممر الإرهاب" على حدود تركيا الجنوبية.
وأضاف أن الهجوم الذي يحمل اسم "عملية ربيع السلام" تستهدف أيضاً القضاء على التهديدات التي يمثلها "حزب العمال الكردستاني" وتنظيم "داعش"، وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة "منطقة آمنة".
وأوضح أن "مهمتنا هي منع إقامة ممر للإرهاب في الجهة المقابلة من حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام بالمنطقة ... سنحافظ على وحدة الأراضي السورية وسنحرر المجتمعات المحلية من الإرهابيين".
من جانبه، ظهر وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، مرتديا الزي العسكري عبر حسابه على موقع "إنستغرام"، مرفقاً الصورة برسالة لدعم الجيش التركي. وقال في رسالته بيتا شعرياً للشاعر التركي الشهير نامق كمال، إن "هيبة أجدادنا معروفة من قبل العالم كله، لا تعتقد أن الفطرة تتغير... فهذه الدماء هي ذات تلك الدماء".
بدوره، قال مصدر أمني تركي، إن العملية العسكرية التركية بدأت بضربات جوية تدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.
وأضاف إن مدافع هواتزر بدأت في قصف قواعد "حزب العمال الكردستاني" ومستودعات ذخيرة تابعة له، مشيراً إلى أن ضربات "الهاوتزر" استهدفت أيضاً مواقع أسلحة وقناصة. وكانت القوات التركية واصلت أمس، عملية إخلاء القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع سورية، في إطار استعدادها للبدء بعمليتها العسكرية على منطقة شرق الفرات، وبالتزامن مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية الكبيرة من آليات ومدرعات وجنود نحو المنطقة.
كما توجهت دفعات جديدة من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا نحو الحدود التركية، آتية من ريف حلب، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية تحت إمرة أنقرة.
واستبقت تركيا العملية العسكرية بإزالة الجيش التركي جزءاً من جدار حدودي.
واستدعت وزارة الخارجية التركية أمس، السفير الأميركي في أنقرة لاطلاعه على العملية العسكرية التركية، وذلك بعد دقائق من بدئها عبر الحدود.
وذكرت "قسد"، أن المقاتلات التركية قصفت مناطقها في شمال شرق سورية، وتسببت في "ذعر هائل بين الناس".
وقال المتحدث باسم "قسد" مصطفى بالي إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية.
وطالب أميركا والتحالف "منطقة حظر طيران" لوقف الهجمات التركية في شمال شرق سورية.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية أعلنت في وقت سابق أمس، النفير العام في شمال البلاد لمدة ثلاثة أيام، وذلك بعد أن أكدت أنقرة، فجراً أن العملية العسكرية شمال سورية ستبدأ خلال ساعات.
وقالت مصادر سورية إن القصف التركي على مدينة رأس العين بريف الحسكة بشمال سورية تسبب في حركة نزوح كبيرة للأهالي، مشيرة إلى أن القصف استهدف مواقع "قسد" في قرى المشرافة وخربة البنات بريف رأس العين.
وأضافت إن الطيران التركي استهدف "مواقع قسد في قريتي الأسدية وبير نوح شرق رأس العين"، قبل أن يمتد إلى "بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي".
في المقابل، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما أسمته عملية السلام في سورية.
وذكر الكرملين في بيان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حض نظيره التركي في مكالمة هاتفية، أمس، على تجنب أي خطوات في سورية قد تضر بعملية السلام هناك، مضيفاً إن بوتين وأردوغان اتفقا في المكالمة الهاتفية على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سورية.
من ناحيته، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موقف الولايات المتحدة تجاه سورية، واصفاً هذا الموقف بالمتناقض للغاية.
ونددت دمشق بنوايا أنقرة "العداونية"، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.
في غضون ذلك، وجه رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" رئيس إقليم كردستان السابق في العراق مسعود بارزاني أمس، رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال"عزيزي الرئيس ترامب، الرجاء العلم بأن شعب كردستان لطالما طالب بحقوقه العادلة ... وقوات البشمركة هزمت داعش وتشكل جزءاً فعالاً من التحالف الدولي ضد الإرهاب"، مشدداً على أن "دماء الأكراد أكثر قيمة من المال والأسلحة".
وفي نيويورك، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي المندوب الدائم لجنوب أفريقيا جيري ماثيوز ماتغيلا، أن مجلس الأمن يدعو الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس. وقال "سمعنا عما يحدث والمجلس يرصد الوضع في شمال سورية، وفي هذه المرحلة، ندعو جميع الأطراف إلى ممارسه أقصى قدر من ضبط النفس وضمان حماية السكان المدنيين".
وفي بروكسل، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تركيا، لضبط النفس ووقف عمليتها العسكرية في سورية.
وقال "اذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الاوروبي أي أموال في هذا الشأن".
وفي القاهرة، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس، بخطط تركيا لشن عملية عسكرية داخل سورية، مؤكداً أنها تهدد وحدة سورية، وتفتح الباب أمام مزيد من التدهور في الموقفين الأمني والإنساني.
وفي طهران، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، تركيا إلى ضبط النفس، مضيفاً إن "تركيا لديها كل الحق للقلق بشأن حدودها الجنوبية، نرى أنه ينبغي اتباع مسار سليم لإزالة هذه المخاوف ... على القوات الأميركية أن تغادر المنطقة... يتعين على الاكراد في سورية ... مساندة الجيش السوري.


صورة ملتقطة من الجانب التركي في أكاكالي بمقاطعة سانليورفا جنوب شرق تركيا توضح أدخنة تتصاعد من أهداف داخل سورية نتيجة القصف التركي مع بدء عملية غزو الشمال السوري

آخر الأخبار