السبت 21 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ترويج النجوم للدراما في "السوشيال ميديا" أعادها إلى المربع الأول
play icon
نجوم مسلسل "الصفقة"
الفنية

ترويج النجوم للدراما في "السوشيال ميديا" أعادها إلى المربع الأول

Time
الخميس 05 أكتوبر 2023
View
95
السياسة

تسابق عشوائي مكشوف لزيادة المشاهدة اعتماداً على الإثارة والجرأة

مفرح حجاب

تحول التسابق بين الفنانين لترويج أعمالهم الدرامية من خلال حساباتهم بمنصات "السوشيال ميديا"، إلى هاجس بحثاً عن "الترند" وزيادة المشاهدة كما بات أمرا مكشوفا للمشاهد فقد معه الجاذبية والدهشة في ظل كم كبير من المقاطع يشاركها هؤلاء في الترويج لأعمالهم بطريقة عشوائية لا تحمل أي تشويق، ما انعكس على نسبة المشاهدة الحقيقية للعمل.
القضية ليست محتوى فني أو إعلاني لعمل درامي، بل أزمة ثقافة في كيفية استغلال الشهرة لفرض أعمال فنية على المشاهد وإيهامه بأنها الأفضل باستغلال عدد المتابعين الكبير في حساباتهم الاجتماعية والتي لا يعرف أحد مدى صحتها، يترافق مع هذا غياب التقييم لتصحيح المسار من قبل المتخصصين سواء الأكاديميون أو المنابر الإعلامية لأسباب كثيرة، وهو ما أدى إلى فرض أعمال فنية دون المستوى على المشاهد نتيجة الترويج ببعض المقاطع التي تدغدغ عواطف المراهقين والأطفال دون النظر إلى قيمتها الفنية، ومن يتابع هذا الأمر سيجد كثيرا من الفنانين يصف أعماله بأنها الأفضل والأجمل والأكثر انتشارا على المستوى العربي دون أن يتطرق إلى مدى تأثيرها وحضورها في وجدان المشاهد.
كما زاد غياب نقد وتقييم الأعمال الفنية، المشهد تعقيدا وجعل العديد من المبتدئين يعتقدون أنهم نجوم وأن نجاح أعمالهم فاق التوقعات، ولعل ما يجدر ذكره هنا أن النجاح الذي حققته بعض الأعمال الدرامية محدودة الحلقات جاء لأسباب موضوعية ومهمة، منها أن من شارك فيها هم من النجوم أصحاب التاريخ ولا يمكنهم الإطلالة الدرامية الا من خلال أعمال تليق بتاريخهم، كما أن نجاح مجموعة من الجيل الجديد في تقديم بعض الأعمال يعود إلى تبني عدد من القنوات والمنصات الأكثر شهرة مثل "نتفليكس وشاهد" لبعض الأفكار التي طرحتها من خلال هؤلاء وركزت فيها على الجودة لأن لديها مشاهدين بالملايين وتحرص على احترام الذائقة الفنية وكذلك ثقافة المتلقي.
وزاد من سطحية الترويج الدرامي، دخول المنتجين على الخط والحاحهم على الممثلين والنجوم الإعلان عن أعمالهم الفنية عبر حساباتهم الاجتماعية لكي يؤكد بعضهم أنه المنتج الأفضل وان أعماله هي الأكثر مشاهدة لإيهام القنوات والمنصات الرقمية بسيطرة أعماله على المشاهدة، ويجني مزيدا من التعاقدات، وهذا يعيدنا إلى المربع الأول واختيار المنتجين للممثلين الذين لديهم كم كبير من المتابعين للمشاركة في أعمالهم، ما خلق حالة من مطاردة الجمهور عبر "السوشيال ميديا" لإقناعه بأن العمل الفني هذا أو ذاك من أفضل الأعمال التي قدمت.
في المقابل يجب الاعتراف بأن زيادة مساحة الحرية وجرأة الطرح سواء في المنصات أو الفضائيات الخاصة أفرز جمهورا جديدا مبهورا بالشكل دون التركيز على محتوى الأعمال الفنية، ولعل ما جذب هؤلاء لمتابعة الأعمال الدرامية المدفوعة عبر المنصات، ليس جرأة الطرح وارتفاع سقف الحرية فحسب بل ايضا نجاح بعض أعمال الدراما القصيرة والحديث عنها في وسائل الإعلام، لكن يجب الوضع في الاعتبار انها عرضت للجمهور دون قراءة نقدية أو تقييم فني حقيقي سواء من النقاد أو الرقابة، خصوصا ان الكثير من الشركات أصبحت تفضل التصوير في الخارج هربا من محاذير الرقابة إذا حسمت موضوع التسويق مع القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية.
بهذا الشكل تحول الأمر من عمل درامي يمتع الناس عبر قيم فنية وقضايا حقيقية تهم المجتمع، الى سلعة تجارية تلعب فيها الجرأة والإثارة دورا كبيرا دون شغف حقيقي، ومن يتابع الساحة الفنية حالياً وقبل البدء في تنفيذ دراما رمضان المقبل، سيجد العديد من مظاهر الاحتفال ببعض المسلسلات، حيث تبارى الممثلون والممثلات في نشر مقاطع منها طمعا في فرصة أكبر، لكن المفاجأة ان معظم هذه الأعمال لم تعش ولم يُعَد عرضها مرة أخرى.
هذا هو الواقع الذي تعيشه سوق صناعة الدراما وتسويقها عن طريق حسابات النجوم، لكنه سيخلق تجربة جديدة في رمضان المقبل بأن تكون غالبية الأعمال الدرامية 15 حلقة فقط، بعدما بدأت قنوات عدة تطبيق هذا الأمر في رمضان العامين الماضيين، وقد شاهدنا نجوما مثل منى زكي ومنة شلبي ونادين نجيم في أعمال ناجحة من 15 حلقة، والآن يعرض للفنانة إلهام شاهين من هذه النوعية مسلسل "ألفريدو" وقبلها مباشرة غادة عبدالرازق بمسلسل "حدث بالفعل"، وفي الكويت نجحت المسلسلات القصيرة "محامية الشيطان، الصفقة، ماما غنيمة"، وغيرها، انما يبقى اننا بحاجة الى توازن في ترويج الأعمال الفنية بعيدا عن الجرأة والمشاهد المبتذلة وضروة الاهتمام بالتقييم الجاد، حتى يكون هناك واقع درامي يهتم بالجودة والذائقة الفنية إذا أردنا تقديم دراما تحترم عقول الجمهور.

آخر الأخبار