الأحد 21 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تريد الصدق؟!

Time
الثلاثاء 21 مايو 2019
السياسة
طلال السعيد

عرف عن بعض العراقيين، وليس كلهم، انه يتحدث معك طويلا ثم يبادرك بسؤال: تريد الصدق؟ فتشعر ان كل ما مضى كذب في كذب، وان الصحيح هو كلامه بعد أن قال: «تريد الصدق؟!»!
وهذه حال من كان في السابق محافظا للبصرة، ثم اصبح فيما بعد عضوا في مجلس النواب العراقي، ويدعي انه من رجال العهد الحديث ورغم ذلك يفكر ويصرح بالعقلية القديمة نفسها، قبل ان يقول: «تريد الصدق؟!»، فيقول: «إن دولة الكويت جزء من محافظة البصرة، وستعود كذلك عاجلا ام آجلا».
في المقابل، عندنا شيخ قبيلة خانه التعبير وأخطأ من دون قصد، ما يعتبر زلة لسان في حق اهل البصرة، فسارع الى الاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود، فما الذي يجعلنا نعتذر وهم لا يعتذرون، فخطأ محافظ البصرة السابق كبير ولا يغتفر، بل هو يعني ما يقول ويتعمد التصريح بمثل هذا الكلام، الذي يعلم هو قبل غيره انه كلام عار من الصحة، وان الموضوع كله كذبة كذبوها هم وصدقوها هم، وان الكويت عصية عليهم، وعلى غيرهم، وأنهم بالامس القريب جروا اذيال الهزيمة هاربين من الكويت، بعد ان كانوا ينادون بضم الفرع الى الأصل، فاتضح انهم يتجاهلون التاريخ عامدين متعمدين، ثم بصم رموز النظام السابق والحالي على الاتفاقية الحدودية صاغرين، وانتهى الامر.
فهل بعد كل هذا هناك عودة اصل لفرع، اذا كانت الكويت ككيان سياسي مستقل، اقدم بكثير من العراق نفسه؟
المشكلة الأساس ليس لدينا رئيس مجلس أمة يقدم مذكرة احتجاج على تصريح نائب في البرلمان العراق، وليس لدينا خارجية تحتج، ولا سفارة تشتكي، حتى أصبحنا مثل الحائط الواطئ، كل يقفز من فوقه حتى الذي لا يجيد القفز!
ولو كانت بيدي مسؤولية لأقمت الدنيا ولم أقعدها، بسبب هذا التصريح المتخلف، الذي يعلم المتكلم، قبل غيره، ان هذا المطلب صعب المنال، وأن هذه الحروب التي شنت، والدماء التي سفكت، والرجال الذين ضحوا بأنفسهم، وخسائر المليارات من الطرفين، فمازالت العراق حتى اليوم تدفع تعويضات الغزو من دخلها القومي، ورغم كل هذا يتحدث الأخ، وهو تحت التكييف بالاستوديو عن عودة الكويت للعراق كمحافظة عراقية!
فكيف لنا ان نتفاهم مع هذه النوعية المتخلفة من البشر، فهذه ليست قناعاته هو فقط، فأكثر العراقيين، خصوصا جيراننا في جنوب العراق، يفكرون التفكير نفسه، متصورين انهم هم فقط الاقوياء ويستطيعون احتلال الكويت بالباصات، او سيارات الأجرة، ولم يجرب منهم احد ان يقترب من حدود الكويت ليرى الرد الحقيقي بأم عينه، بدلا من ان يسمعه اذا كان احدهم يريد الصدق...زين.
آخر الأخبار