الأخيرة
تزوير التاريخ !
السبت 21 ديسمبر 2019
5
السياسة
من صفات المنافق انه إذا حدث كذب، فما بالك بمن يروي التاريخ بالكذب والتزوير والتدليس، ويجعل من نفسه شاهدًا على الأحداث من دون ان يشهد على نفسه، فهل من المعقول ان هذا الراوي، او ذاك، لم يرتكب خطأ واحدًا طيلة حياته السياسية، وأنه هو المصلح الوحيد وصاحب الآراء السديدة التي لو اطاعها الآخرون لتغير مجرى التاريخ؟وهل هناك بشر لا يخطئ، ففي تلك الروايات التي يشك في صحتها ينسب الراوي الأخطاء لغيره، ويبرئ نفسه في كل واقعة مفصلية، فهل هذا معقول؟ الأمر الذي يدل على التدليس والكذب ان جميع من يستشهد بهم هم من الأموات، فليس هناك شاهد واحد حي، فكيف لنا ان نصدق تلك الرواية؟ الأمر الآخر، وهي شهادة للتاريخ يجب ان يعرفها الجميع، وخصوصًا الجيل الحالي الذي لم يعايش الأحداث، ويصدق كل ما يتحدث به اصحاب الخيال الواسع، الذين يتمنون لو انهم مارسوا دورا يستحق الذكر على مسرح تاريخ الكويت، لكنهم كانوا هامشيين، الا في الروايات التي ينقصها الصدق. نقول للجميع ان المغفور له بإذن الله الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله لم يكن في يوم من الأيام مفاوضا سهلا، وكان، رحمه الله، يتمتع بشخصية قوية لايستطيع بعض هؤلاء"المساكين" حتى التحدث في حضرته، فأغلبهم كان يلزم الصمت، فقد كان مهاب الجانب، قويا في الدفاع عن وجهة نظره، لا يكابر، ولا يلف ويدور، فهو يدرس وبشكل جيد كل ما يتحدث به، ولم يكن ذلك المفاوض السهل، فهو يفرض الموضوع، ويتحكم بمجرى النقاش في كل امر يستجد على الساحة. كان رحمه الله مستمعًا جيدًا متواضعًا من دون إسفاف، ومترفعا عن الصغائر من دون تكبر، فمن أين أتت الجرأة لمزوري التاريخ الذين لم يكن لهم دور أساسًا في وجود الشيخ سعد، رحمه الله، ليصبحوا ابطالا على الفضائيات بعد وفاته؟ فات كل هؤلاء اننا نعرفهم معرفة جيدة، وكذلك نعرف الشيخ سعد، رحمه الله، من واقع الزمالة في العمل السياسي، فالفرق بينه وبينهم مثل بعد الثرى عن الثريا، فقد كانت نظرة واحدة منه تفقدهم صوابهم...زين.طلال السعيد