تسريب صوتي لظريف يفضح المستور: سليماني كان "الآمر الناهي" وأنا "صفر"

طهران، عواصم- وكالات: في فضيحة جديدة لصراع الأجنحة الخفي داخل النظام الإيراني، فَجَّر تسريب صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قنبلة من العيار الثقيل، وأثار عاصفة كبيرة، وخلّف الكثير من التداعيات، بعد أن كشف مدى تحكم قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني في مفاصل السياسة الخارجية للبلاد.
وشكا ظريف في مقابلة مُسرَّبة كان من المقرر نشرها بعد انتهاء ولاية الحكومة الحالية، من تقزيم دوره، قائلاً: "دوري كان "صفر"، موضحاً أن قائد "فيلق القدس" الراحل كان يفرض شروطه في أي تفاوض خارجي.
وفي المقابلة التي أقرَّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، بصحتها، قائلاً: إن الملف الصوتي لظريف كان سرياً، ونشره غير قانوني، قال ظريف: "لم أتمكن أبداً طوال مسيرتي المهنية، من القول لسليماني أن يفعل شيئاً معيناً كي أستغله في الديبلوماسية"، مؤكداً أن "ساحة المعركة كانت الأولوية دائما بالنسبة للنظام".
وبشأن تدخل القوات الأمنية في السياسة الخارجية والطبيعة الأمنية لمعظم سفراء إيران في المنطقة، قال ظريف: "إن معظم هيكل وزراة خارجيتنا شأن أمني"، مضيفا أن "هناك جماعة في بلادنا لها مصلحة في جعل كل شيء أمنيا، لأن دورهم سيبرز"، مشيرا إلى أن "هذه الجماعة أقلية يتمتعون بالقدرة على تأجيج الأوضاع، إضافة إلى قدرتهم على خلق موجة هائلة".
وحول جهله بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران قبل أربعة أعوام، والتي أدت إلى تقديم استقالته، قال: "نسقنا للزيارة أنا وسليماني، ولكن عندما أحضروه لم أكن على علم بذلك، فقد شاهدت الخبر على شاشة التلفزيون".
وعلق وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو على "القنبلة" التي فجَّرها ظريف، قائلاً عبر "تويتر": إن "هجوم إدارتنا الرائع على قاسم سليماني كان له تأثير واسع في إيران والشرق الأوسط"، مضيفاً: "لستم بحاجة لسماع هذا الكلام مني، اسألوا ظريف"، وأضاف: "لايزال الرئيس جو بايدن يعتقد أنه كان هجوماً خاطئاً"، في إشارة إلى اغتيال سليماني.