تشاؤم لبناني يستبق الرد الخليجي وسط توقعات بالتشدُّد

بيروت ـ "السياسة":

تسود أجواء تشاؤمية الأوساط اللبنانية، استباقاً للرد الخليجي المنتظر على الجواب الذي حمله معه إلى الكويت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، رداً على المقترحات الكويتية. وبحسب معلومات "السياسة"، فإن الدول الخليجية الأربع، باتت على يقين بأن الهوة مع لبنان أصبحت أعمق من أن تردم في وقت قريب، لأنه حتى الآن فإن المعالجات اللبنانية للأزمة مع الخليج، سطحية وقاصرة عن وضع الأصبع على الجرح، واتخاذ ما يلزم اتخاذه من خطوات وإجراءات، تطمئن دول مجلس التعاون، وتعيد بناء الثقة بين الطرفين.
وما كانت تنتظره دول الخليج من الدولة اللبنانية حول القرار 1559 تم تغييبه، وقفزت الدولة بردها فوق هذا القرار تحت حجج واهية لم تعد تنطلي على دول مجلس التعاون الخليجي.
وكل الإيجابيات التي يحكى عنها بعودة العلاقات الخليجية مع لبنان باتت مهددة، وما على لبنان إلا انتظار الرد الخليجي.
وفي السياق، تقول مصادر خليجية، لموقع "صوت بيروت إنترناشيونال"، إن لبنان أخفق مجدداً، ولم يستغل الفرصة التي أتيحت له من جديد.
وتؤكد المصادر، أن هناك إجراءات ستتخذ بعد درس الرد بطريقة متأنية، وحكماً ستتشدد دول الخليج حول تنفيذ القرار 1559، لأنه المدخل الوحيد لاستقرار لبنان واستعادة عافيته، لأن سلاح ميليشيا حزب الله هو احد الأسباب الرئيسية لزعزعة استقرار لبنان والمنطقة، ولولا هذا السلاح لما تجرأ الحزب على القيام بأعمال عدائية تجاه الاشقاء العرب.
وغرد وزير الداخلية بسام المولوي، عبر تويتر قائلا: "التصدي للعدوان واجب على عاتق كل عربيّ أصيل.
نقف الى جانب دولة الإمارات العربية الشقيقة ضد محاولات استهداف الشرعية العربية التي نحرص على صونها وتعزيزها".
وقال الأمين العام لحزب "الكتائب" سيرج داغر، إن "المطالب العربية في الورقة عبارة عن إصلاحات في الداخل، ومكافحة الفساد وحصر السلاح بمؤسسات الدولة وتعزيز دور الجيش، وكل هذه بديهيات وطنية".
وأشار إلى أنّ "الورقة الكويتية هي الفرصة الأخيرة كي لا نقول الإنذار الأخير". واعتبرت "الجبهة المدنية الوطنية"، عضو الائتلاف المدني اللبناني، في تغريدة، على "تويتر"، أن "الارتياب الوحيدُ المشروعُ قائمٌ في شرعيّة منظومة القتل، والتّرهيب، وتعميم الفقر، وتسييدِ الجوع، وسرِقَة جنى عمرِ الشعبِ الّلبنانيّ، وتدميرِ أحلامِه".
أضافت الجبهة إن "الشَّرعيّةُ الوحيدةُ الباقيَة تكمُن في استمرار القوى المجتمعيّة الحيّة في توحيد بوصلة المعركة السّياديّة التغييريّة، برؤيَةٍ نقيّة، وبرنامج متماسك، وقيادة تشارُكيّة ذكيّة"، لافتة إلى أن "أشقّاءُ الشعبِ الّلبنانيّ العربُ الصّادقون في محبّته، وأصدقاؤه في المجتمعِ الدّوليّ، وفي طليعتهم الفاتيكان أنشأوا مساراً واعِداً لإنقاذِ وطنِ الأرز، لكنّ مهمّتنا في المقاومة المدنيّة السّلميّة، وصناديق الاقتراع، تتبدّى أولويّة قصوى."
وأعلن، "لقاء سيدة الجبل"، تأييده لـ"المبادرة العربية المدعومة دوليا وتمسكه بها، وكذلك تضامنه مع العواصم والمدن العربية التي تتعرض لقصف الميليشا الإيرانية".
وندد بـ"موقف السلطة اللبنانية من المبادرة الذي أظهر تخليا فاضحا عن السيادة اللبنانية والأخوة العربية".
ورأى "اللقاء"، أن "لبنان أسير الإحتلال الإيراني، ومقاومته تبدأ بالموقف الواضح لجهة التمسك بالدستور والطائف، وقرارات الشرعية الدولية وتحديد 1559 و1680 و1701".
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، "قام معالي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، بزيارة الى الكويت للمشاركة في الاجتماع التشاوري للجامعة العربية".
وأضاف البيان، "وقد التقى فور وصوله نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وسلمه رسالة موجهة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى صاحب السمو امير دولة الكويت الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، والورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية".
وتابع، "كما شارك اليوم الوزير في اللقاء الوزاري التشاوري، حيث قدم عرضاً للأوضاع في لبنان مشدداً على حاجته، لاستعادة العلاقات التاريخية الاخوية بأشقائه العرب".