السبت 21 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية   /   الأولى

تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا: "أتيت لأكون خادماً لا مخدوماً"

Time
السبت 06 مايو 2023
View
13
السياسة
لندن، عواصم - وكالات: في حدث لم تشهده بريطانيا منذ نحو سبعة عقود، تُوج تشارلز الثالث أمس، ملكا في طقوس مسيحية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد، بيد أنه جرى تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين، وذلك في مراسم هي الأولى لملك بريطاني منذ العام 1937، وهي تأكيد ديني على اعتلائه العرش خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر من العام 2022.
وتُوج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاما، وضمن مراسم تتسم بالأبهة والفخامة ويعود تاريخها إلى ألف عام، وقال تشارلز في ملاحظاته الأولى في الحفل: "لم أحضر كي تخدموني، ولكن لأخدم".
وتم مسح الملك البالغ من العمر 74 عاما، بالزيت المقدس الذي يرمز إلى الطبيعة المقدسة لحكمه، كما جرى منحه عباءة إمبراطورية، في حين وضع رئيس أساقفة كانتربري التاج القديم لسانت إدوارد على رأسه.
وتوجت قرينة الملك تشارلز الثالث، كاميلا، ملكة لبريطانيا، حيث وضع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، على رأسها تاج الملكة ماري، وبعد موكب رافق العربة التي أقلتهما تحت المطر من قصر باكنغهام، عبر الملك وزوجته بلباسهما الملكي، باب الكنيسة لتبدأ مراسم أنغليكانية لتتويجهما من قبل كبير أساقفة كانتربري.
ورعم الأجواء الماطرة، احتشد عشرات الآلاف في وسط لندن لإلقاء نظرة على موكب الملك والملكة اللذان سافرا من قصر باكنغهام إلى وستمنستر أبي في دايموند يوبيل ستيت كوتش، برفقة أربعة فرق من سلاح الفرسان المنزلي.
وأقيم جزء كبير من المراسم الأنغليكانية في كنيسة ويستمنستر، بيد أنه كان هناك أيضا خروج واضح عن التقاليد مع مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، وقائمة مدعوين أكثر تنوعا وتمثيلا للمجتمع البريطاني.
وقرعت أجراس الكنائس في مختلف أنحاء البلاد، قبل أن ينطلق جنود متحمسون من المشاة والخيالة في عرض يضم سبعة آلاف عسكري في شوارع العاصمة، وعاد الملك تشارلز وقرينته كاميلا إلى قصر باكنغهام في العربة المذهبة التي قلما تُستخدم، أمام حشود كبيرة قبل أن يتابعا عرضا جويا من شرفة القصر.
واستغرقت عملية التتويج الكنسية ساعتين برئاسة أسقف كانتربري جاسن ويلبي، وهو تقليد متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك وعددهم 39 تُوّجوا في كنيسة ويستمنستر منذ عام 1066، وبينما بقيت العديد من طقوس وتقاليد الاعتراف بتشارلز ملكا دون تغيير، سعى الملك لتحديث جوانب أخرى من المراسم، فبالإضافة إلى مشاركة نساء أساقفة قادة أقليات دينية أخرى للمرة الأولى في تتويج ملك، كان هناك دور بارز للغات القلطية مثل اللغة الويلزية واللغة الغيلية الأيرلندية.
وسعى تشارلز لأن تكون قائمة المدعوين وعددهم 2300، أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جنب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم.
وفي تغيير آخر للتقاليد، عكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة، وامتلأت كنيسة ويستمنستر بأزهار موسمية وأغصان خضراء من جزيرة آيل أوف سكاي في شمال غرب اسكتلندا حتى كورنوال عند الطرف الساحلي الغربي لإنكلترا.
وحُظرت قطع الاسفنج الرغوية الخاصة بالزهور ذات الاستخدام الواحد، وسيتم التبرع بكل الأزهار لجمعيات خيرية تساعد المسنّين والضعفاء، واستخدمت أثواب احتفالية معاد تدويرها من مراسم تتويج سابقة، وكان الزيت الذي مسح به تشارلز نباتيا.
وجزء كبير من كلفة المراسم البالغة 100 مليون جنيه (126 مليون دولار) والممولة بشكل كبير من دافعي الضرائب، قد تكون مخصصة على الأرجح للعملية الأمنية الضخمة.
لكنّ متحدثا باسم قصر باكنغهام قال إن اهتمام العالم "يعوّض وأكثر عن المدفوعات المترافقة معها"، وقالت هيئة تجارية هي "يو كي هوسبيتاليتي" إن المراسم التي تستمر ثلاثة أيام تشمل عطلة رسمية غدا الإثنين، يمكن أن تعود بمبلغ 350 مليون جنيه على قطاع الترفيه بما فيه الحانات. وبُذلت كل الجهود لأكبر عروض الفخامة والأبهة البريطانية منذ عقود، والتي تتخطى المراسم الرسمية لدفن الملكة في سبتمبر الماضي.
وكان الرئيسان الفرنسي والألماني وكبار قادة الاتحاد الأوروبي من بين 2300 مدعو حضروا المراسم، إلى جانب أفراد من عائلات ملكية من أنحاء العالم.
وفيما أوقفت الشرطة البريطانية أعضاء بارزين من حركة "جمهورية" المناهضة للملكية خلال استعدادهم للاحتجاج على تتويج الملك تشارلز الثالث، انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" توقيف الشرطة متظاهرين قبل بدء مراسم التتويج، في حين جرى الإعلان أن الأميرين هاري وأندرو سوفي حضرا المراسم دون أن يكون لهما دور رسمي، ما يؤكد فتور العلاقة معهما.
واعتبرت، "هيومن رايتس ووتش" أن اعتقال بعض المحتجين أمر "مقلق جدا"، قائلة في بيان: "هذا شيء تتوقع رؤيته في موسكو وليس في لندن"، منتقدة الحكومة البريطانية بسبب موقفها الرافض بشكل متزايد للتظاهرات العامة.
وقال ناشط من حركة "جمهورية" في ميدان ترافالغار في لندن "أوقفوا ستة من منظمينا وصادروا مئات اللافتات ولن يخبرونا عن سبب توقيفهم أو مكان احتجازهم"، ومن بينهم الرئيس التنفيذي للحركة غراهام سميث، وردد بعض المتفرجين القريبين "حرروا غراهام سميث!"، فيما صاح آخرون "ليحفظ الله الملك" ملوّحين بأعلام المملكة المتحدة.

الملك تشارلز الثالث وقرينته الملكة كاميلا يلوحان لحضور حفل التنصيب (وكالات)


حراس كولد ستريم على طول طريق موكب الملك على بعد كيلومترين من قصر باكنغام (وكالات)

آخر الأخبار