تشكيل الحكومة في حلقة مفرغة وورقة الخطيب تقترب من الاحتراق

جنبلاط زار بري: كل ما يحصل مخالف للدستور... والاستشارات يجب أن تتم بحسب الأصول

شنكر: واشنطن تدعم مطالب المتظاهرين في لبنان والعراق ورفضهم التدخل الإيراني في شؤون البلدين

التحرك الشعبي الاحتجاجي في عرسال يندد بوصول ناجي الفليطي لإنهاء حياته من أجل الف ليرة


بيروت ـ"السياسة":


الدوران في الحلقة المفرغة... هو عنوان كل ما مايتصل بالمشاورات الجارية بشأن تشكيل الحكومة، حيث يواجه المهندس سمير الخطيب الذي يتحرك بين المقار الرسمية، سعياً من أجل القبول به رئيساً للحكومة، بجملة من الشروط التي تكبل مهمته، لناحية توزيع الحقائب واختيار الأسماء، في حين كشفت المعلومات لـ"السياسة"، أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على حصوله على وزارة المالية، وتحديداً للوزير علي حسن خليل، والوزير جبران باسيل على وزارة الخارجية، أو الداخلية، زاد العقبات أمام مهمة الخطيب الذي التقى، أمس، رئيس التيار الوطني الحر، بعد معلومات نقلتها وسائل إعلامية عن لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، بحثاً عن مخارج للأزمة الحكومية.
وينتظر أن يلتقي الخطيب في الساعات المقبلة "الثنائي الشيعي" بهدف الوقوف على مطالبه، فإما أن تسير الأمور باتجاه التوافق، ويصار إلى تحديد موعد الاستشارات الملزمة، وإما أن يلاقي الخطيب مصير سابقيه، بهيج طبارة، ومحمد الصفدي.
والمحت مصادر إعلامية الى مدة 24 ساعة، فإما يكون الخطيب المرشح الوحيد أم تحترق ورقته ويعود البحث بخيار آخر، فإما نعود الى الرئيس سعد الحريري، أو يكون هناك مرشح آخر الذي قد يكون النائب فؤاد مخزومي.
وبينما نفى رئيس ​التيار الوطني الحر وزير الخارجية في ​حكومة​ تصريف الاعمال ​جبران باسيل، الانباء التي ترددت عن عقد اجتماع في بعبدا بين رئيس الجمهوربة وسمير الخطيب، قائلا: لا لم يحصل لقاء بعد الظهر"، اكد باسيل​ بعد اجتماع تكتل "​لبنان القوي​" الاسبوعي، أن "موقفنا الأساسي أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين ذوي خلفية سياسية بالإضافة إلى أشخاص من الحراك لكن هذا الطرح لم يتم التوافق عليه"، مشيراً إلى أن "​الثنائي الشيعي​ طرح حكومة تكنو-سياسية برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال ​سعد الحريري​ وهو لم يوافق وسقط هذا الطرح".
وأضاف "نتأمل خيرا أن تكون الأمور شارفت على خواتيم سعيدة ولدينا معيار واحد للحكومة هو التنفيذ والإلتزام والإنجاز".
واعتبر أن "نجاح الحكومة هو أهم من وجودنا فيها، ونحن نختار النجاح على وجودنا فيه، واذا وجودنا يمنع تنفيذ خطر الكهرباء والإنقاذ مستعدون أن نبادل وجودنا بأي عامل نجاح، ومقتنع أن الأهم من وجودنا في الحكومة هو أن لا نكون في الحكومة، نحن لا نعرقل بل نسهل ولا نضع شروطا ولكن اعطونا الكهرباء وكل الأشياء التي تطالب الناس بها، واذا ستنفذ لإنقاذ البلد نحن سنتنازل، ونقبل بإلغاء الذات من أجل حكومة ميثاقية تحافظ على البلد".
وفي السياق، أعلن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، انه ليس من يرشح سمير الخطيب وكل ما يحصل مخالف للدستور، ويجب أن تتم الاستشارات النيابية بحسب الأصول قبل التسمية.
وقال: "سنسمي كفاءات درزية ليختار منها الحريري او الخطيب او الاسم الذي سيكلّف تشكيل الحكومة".
وأضاف: مرت فترة انقطاع عن الرئيس بري نتيجة الظروف التي نشهدها بالبلد، وأحببت ان أزوره للتأكيد على العلاقة التاريخية والصداقة معه وكي لا يفسر الانقطاع بالخلاف السياسي.
وقدم جنبلاط لبري، كتاب Kingdom of faith، للكاتب براين كاتلوس، الذي قدّمه له، عن "تاريخ اسبانيا في الحقبة الإسلامية في القرن السابع عشر".
ويعيد المؤرخ براين كاتلوس، الحائز جائزة، كتابة تاريخ إسبانيا الإسلاميّة، مذكّراً بروعة الأندلس الثقافيّة.
وشدد النائب نعمة افرام، على أن "الانهيار الذي نراه اليوم هو ثمرة 20 سنة من الأخطاء الجسيمة في التعامل مع الحقائق والوقائع الاقتصادية وحين يتخطى العجز 10% من الناتج القومي يصبح الانهيار وشيكاً والعجز اليوم يصل الى 12%!"، مشيراً الى أن "أولى علامات الانهيار عندما اضطررنا منذ 6 أشهر لرفع الفائدة الى 15% على الدولار لاستقطابه الى لبنان في حين كانت الفائدة عالمياً 2% وكان ذلك مؤشراً خطيراً لفقدان الثقة في الاستثمار في لبنان".
واشار الى أن "الوجع كبير"، لافتاً الى أن "الشهر الماضي 70% من مؤسسات القطاع الخاص دفعت 50% من الأجور ونصف هذه المؤسسات قد لا تستطيع دفع أية أجور الشهر المقبل".
وغرد منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر "تويتر"، قائلاً: "الدولار يدق ابواب الـ 1000 ليرة سورية، وقريباً تنضم ساحات دمشق والمدن السورية الى ساحات لبنان والعراق في رفض المنظومة التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه".
ولفت ضو الى أن "الهلال الشيعي من طهران الى بيروت، تحوّل من مشروع استعمار توسعي إلى ثورات لإسقاط هذا المشروع ومفاعيله الاقتصادية والسياسية والعسكرية!".
واعتبر، أن "تسارع الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي في سورية بعد بدء الانهيار في لبنان دليل على ان الاقتصاد اللبناني كان ورقة بيد النظامين السوري والايراني، وبالتالي فلا مجال لأي مساعدة عربية او دولية للبنان قبل فك الارتباط السياسي والعسكري والاقتصادي بسورية وايران!".
إلى ذلك، أجرى وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل اتصالاً بالمدعي العام المالي علي ابرهيم تناول إيداع الوزير خليل تقريراً مفصّلاً عن الحسابات المالية للدولة منذ 1993 حتى 2017 ويتضمن كل تفاصيل ومعطيات الملف المحال إلى ديوان المحاسبة ومجلس الوزراء مطلع مارس الماضي، وفيه حسابات المهمة وقطوعات الحساب لهذه السنوات.
ويبيّن التقرير كل الثغرات والمخالفات والتجاوزات الحاصلة في هذه المرحلة وملاحظاتنا عليها والتي تتطلّب التوسّع في التحقيق والمحاسبة.
وفي الإطار، أصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان منيف عويدات تعميما يطلب فيه الإستماع الى إفادة الأطباء في القضايا الناشئة عن ممارسة المهنة من قبلهم مباشرة من دون تكليف الضابطة العدلية.
وميدانيا... تواصل التحرك الشعبي الإحتجاجي في عرسال، حيث أقيمت تظاهرة شارك فيها الآلاف من الأهالي جابت شوارع البلدة، منددة بالذي "أوصل ناجي الفليطي لإنهاء حياته من أجل الف ليرة، وبألا يخسروا ناجيا ثانيا او ثالتا، وإستنكارا للإستخفاف بوضع الناس".
وشددت الكلمات على "أن عرسال تتظاهر من أجل ناجي الفليطي واهله وأولاده، وإنه يمثل لما يزيد عن 4 آلاف عائلة بلا عمل في عرسال، وإنهم ليسوا بحاجة لصندوق تبرعات، ولكننا نطالب السلطة بالعدل وتحريك العجلة الإقتصادية، وإيجاد فرص العمل للعاطلين عن العمل".
وفي تداعيات الأزمة، التقى وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش وفداً من لجنة الطيران في نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة ضم النقيب جان عبود، وعرض الوفد التحديات التي تواجه القطاع في هذه الظروف والخسائر التي يتكبدها والتي بحسب النقيب عبود "تهدد 10 الآف موظف في القطاع الذي يعتاش منه حوالى 40 ألف شخص".
وأبدى الوزير بطيش تفهمه لمطالب النقابة والصعوبات التي يواجهونها لكنه أكد التمسك بتطبيق القانون لجهة وجوب التسعير بالليرة اللبنانية للمستهلك، معتبراً ان "العقد شريعة المتعاقدين في ما يخص التعامل بين الشركات".
وشدد على أن "التعامل بالليرة اللبنانية على الاراضي اللبنانية وجه من وجوه السيادة الوطنية، وعلينا البدء بالتعوّد على ثقافة وطنية جديدة ونموذج اقتصادي وطني جديد".
دوليا... أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر، دعم مطالب المتظاهرين في العراق ولبنان.
واعتبر أن "التظاهرات في البلدين تتقاسم نفس المطالب"
ولفت الى أن "المتظاهرون في العراق ولبنان خرجوا ضد حكومتيهما وضد التدخل الإيراني في شؤون البلدين".