تصحيح المسار الحياتي

د. خالد عايد الجنفاوي

يسير البعض في طريق الحياة الخطأ لأسباب مختلفة، ولا يدركون بشكل واضح ما هم عليه من دوران في حلقة مفرغة لا يستطيعون الخروج منها.
وستلاحظهم يواصلون استعمال طرق التفكير والسلوكيات السلبية نفسها التي قادتهم في بداية الأمر الى الطريق الحياتي الخطأ.
وحري بمن يريد أن يتأكد ما إذا كان يمشي في مسيرة حياته بشكل صحيح، أن يدرك أنه توجد إشارات أولية تدل على مواصلة السير في الطريق الحياتي الخطأ، وتوجد وسائل لتصحيح المسار الحياتي، ونذكر منها ما يلي:
-إشارات السير في الطريق الخطأ: كثرة الاتكال السلبي على الآخرين، والتبعية العمياء للأيديولوجيات، القبلية أو الطائفية أو الفئوية، الاستعلائية، وعدم امتلاك مهارات لكسب الرزق، والانغماس في الرفاهية المفرطة.
والانجذاب الطوعي الى الاثارات الإعلامية، والتصديق السريع للشعارات الأخلاقية الرنّانة، لا سيما تلك التي تتعارض مع الواقع الحياتي اليومي.
والتملّق الى أصحاب المال والنفوذ إعجابًا بهم، أو بقصد التقرّب اليهم، والاستفادة، ماليًّا أو معنويًّا منهم، وعيش حياة أسرية غير متوازنة، والشغف لجذب انتباه الآخرين ورضاهم، والانغماس في التفاخر والهياط القبلي، وممارسة التحيّز الطائفي، والتصفيق للخطاب الطبقي الفئوي الاستعلائي.
وظنّ الانسان أن الكون يدور حوله، أو أنه وصل مرحلة الحكمة الكاملة.
وعدم ضبط من يسير في الطريق الحياتي الخطأ لنفسه، وتمكّن غضبه منه، وسهولة استفزاز الآخرين له، وطيبة قلبه المفرطة.
ووقوعه المتواصل فريسة للمناشدات العاطفية الكاذبة، وعدم معرفته لقدر ذاته، ووضعه لنفسه في سياقات ومواقف تتعارض مع احترامه لذاته، وخضوعه لمن يهينه، خفية أو علنًا.
واستعداده النفسي السلبي للتراجع عن تحقيق أهدافه الشخصية بسبب تعارضها مع أهداف أهله، أو أصدقائه، أو معارفه، وعدم تعلّمه من أخطاء الناس، وارتكابها في حياته.
-تصحيح المسار الحياتي: تذكير النفس أن الانسان مخيّر، وليس مسيّرًا في كل شيء في حياته، والتوقف عن محاكاة مواقف، أو سلوكيات، أو شخصيات الآخرين.
والتفكير مليًّا في نتائج، أو عواقب المسارات الحياتية المتاحة لنا، قبل السير في طرقها، وجعل الاستقلالية الفكرية والاعتماد على النفس وعيش الحياة بشجاعة الأسس المؤسسة للحياة الشخصية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi