تصريح جانبه الصواب!

زين وشين

غالبا في الندوات العامة المفتوحة، يفقد خطيب الندوة نصف عقله، هذا إذا كان يملك عقلا كاملا، قبل الندوة، ثم مع تصفيق وهتاف جمهور الحضور تأخذه الحماسة، فيتجاوز كل الأعراف، ثم يشرق ويغرب، وكلما ازداد التصفيق، ازدادت حماسة الخطيب، ورفع سقف الخطاب، حتى لا يعد يعي ما يقول.
وهذا ماحصل في ما يسمى ساحة الارادة في الأمس القريب، ولا اريد التحدث عن كل الخطباء، خصوصا منسوبي "الاخوان" الذين يجيدون الصراخ، ولا يعرف لهم توجه، فهم يحركون بالـ"ريموت" من التنظيم العالمي لـ"الاخوان"، وقد فقدوا مصداقيتهم.
لكن سوف أتحدث عن عضو مجلس الامة الكويتي المنتخب، الذي يهدد وزير الخارجية بالاستجواب، إذا قبل أوراق اعتماد السفيرة الأميركية الجديدة!
فما الذي يريده هذا العضو، الذي يفترض ان يضع مصالح البلاد العليا نصب عينيه، قبل ان يصرح، ويدرس اوضاع المنطقة، ويقدر قيمة الخطر الذي يحيط بنا من كل جانب، ويستذكر حرب تحرير الكويت، قبل ان يصرح بذلك التصريح المشين، الذي سوف يتملص منه، عاجلا ام آجلا، إذا رجع لعقله بعد ان تنتهي الندوة، فيعيد التفكير بما قال، بعد ان يضع مصالح البلاد العليا امامه.
فهل هذا تفكير عضو مجلس الامة، أم انها الحماسة الموقتة المفرطة امام المايكرفون وسط التصفيق؟
اميركا حليف ستراتيجي لنا، وبيننا وبينها معاهدات دفاع مشترك، ونعول عليها في مواقف كثيرة مقبلة، وسفيرتها الجديدة مرحب بها في الكويت بغض النظر عن مكانها السابق، فحاجتنا فيها اكبر بكثير من حاجتها فينا، ان تستجوب هذا العضو او لم يستجوب!
ونسأل الله سبحانه، ان يريحنا من تلك الندوات، وما يجري فيها من تجاوزات لا يقبل بها عاقل!
كلنا متعاطفون مع الاشقاء في غزة، ونؤيدهم، ونؤازرهم، وندعو لهم، لكن تبقى مصلحة الكويت هي الاهم، فهل مثل ذلك التصريح غير المسؤول يخدم مصالح بلدنا العليا، وهل هناك فرد واحد من الشعب الكويتي يؤيد توجه النائب المحترم… زين؟

طلال السعيد