تصعيد هندي- باكستاني في سماء كشمير ينذر بحرب شاملة

إسلام اباد، عواصم- وكالات: وسط نذر باندلاع نزاع مسلح بين الجارتين النوويتين، شهدت سماء كشمير الملتهبة أمس، تصعيدا "جويا" بين الجارتين المتنازعتين على الاقليم، الهند وباكستان.
فبينما اعلنت اسلام اباد، عن اسقاطها طائرتين تابعتين للقوات الجوية الهندية، في الشطر التابع لها من إقليم كشمير، تحدثت نيودلهي عن "معركة جوية" واسقاطها مقاتلة باكستانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء آصف غفور، في مؤتمر صحافي أمس، ان "سلاح الجو الباكستاني اسقط طائرتين هنديتين داخل المجال الجوي الباكستاني"، مبينا أن بلاده "لا ترغب في التصعيد مع الهند أو دفع المنطقة نحو الحرب"، ومشيرا الى إغلاق المجال الجوي للبلاد رسميا الى حين إشعار آخر.
واضاف ان احدى الطائرتين سقطت في منطقة تابعة للشطر الباكستاني من اقليم كشمير، فيما وقعت الاخرى في منطقة تابعة لسيطرة الهند بالاقليم المتنازع عليه، موضحا أن القوات الباكستانية اعتقلت قائد احدى الطائرتين، بالإضافة إلى اثنين اخرين في المنطقة.
وبث الجيش الباكستاني، مقطع فيديو يظهر طيارا هنديا قال إنه تم أسره، وذلك بعد ساعات من إسقاط مقاتلتين هنديتين وأسر طيارين، أحدهما مصاب.
وظهر في الفيديو الذي بثته قناة جيو الباكستانية أحد الطيارين اللذين تم أسرهما، وهو يقول "اسمي قائد الجناح ابي ناندان. رقم خدمتي 27981. أعمل طيارا وديانتي الهندوسية".
من جهتها، قالت الخارجية الباكستانية في بيان، إن "اسقاط الطائرتين الهنديتين ليس انتقاما للانتهاكات الهندية المستمرة"، مبينة ان باكستان تتجنب قدر الامكان وقوع خسائر بشرية.
وأكدت أن الغرض الوحيد من الضربات التي نفذتها هي "الدفاع عن حقنا واظهار قدرتنا على الدفاع عن انفسنا والاستعداد لحماية انفسنا في حال تطلب الأمر ذلك"، لافتة الى عدم وجود اي رغبة لدى اسلام اباد في تصعيد التوتر، أو دفع المنطقة نحو الحرب.
في المقابل، أعلنت الهند أن طيارين قتلا في تحطم طائرة تابعة لقوات الجو بولاية جامو وكشمير.
ونقلت وكالة "برس ترست اوف انديا" الهندية للأنباء عن مصادر عسكرية القول: إن المقاتلة الهندية وهي من طراز ميغ 21، تحطمت في محافظة بودجام، مشيرة إلى أن ذلك يأتي وسط تقارير بأن طائرات باكستانية دخلت مناطق حدودية في قطاع ناوشيرا، لكن الطائرات الهندية اجبرتها على العودة في معركة جوية، فيما ذكرت مصادر أخرى ان القوات الجوية الهندية قصفت طائرة باكستانية.
وأغلقت الهند مطارات في مدن قرب المناطق الحدودية من (ليه) و(جامو) و(سرينجار) و(امريتسار) و(باثانكوت) بسبب حالة التأهب القصوى في المجال الجوي.
وفي حادث منفصل، تحطمت مروحية عسكرية هندية من طراز "مي-17"، أمس، في الجزء الهندي من إقليم كشمير، مخلفة سبعة قتلى على الأقل بمن فيهم ستة عسكريين.
ونقلت مصادر اعلامية عن الشرطة المحلية أن المروحية سقطت بالقرب من مقاطعة بادغام الواقعة في ولاية جامو وكشمير، مضيفة أنه تم العثور على جثتين في مكان الحادث.
وفي سياق آخر، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الهندية لوسائل الإعلام، أن نيودلهي استخدمت قنابل إسرائيلية الصنع في غاراتها الجوية على باكستان أول من أمس.
ونقل موقع The Print الهندي، عن مصادر رفيعة المستوى في وزارة الدفاع تأكيدها أن خمس مقاتلات من طراز "ميراج 2000" تابعة لسلاح الجو الهندي قصفت معسكرا لتنظيم "جيش محمد" في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني بقذائف Spice - 2000 إسرائيلية الصنع.
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الدولتين المسلحتين نوويا الى ضبط النفس، وحض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشكل منفصل وزيري خارجية الهند وباكستان على تجنب "المزيد من النشاط العسكري".
كما دعت الصين والاتحاد الاوروبي البلدين الى ضبط النفس، وأعرب وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز عن قلقه ازاء تصاعد التوتر، كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيرته الهندية، سوشما سواراج، عن أمله في زوال التوتر وتهدئة الوضع.