نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "ورشة عمل الأبواب الكويتية القديمة" ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الرابعه عشرة في متحف الكويت الوطني.قدم الورشة اسامة الجاسم وتستمر فعالياتها خمسة ايام وتضم الناشئة من عمر 16 عاما و ما فوق، وتشمل الورشة عددا من المحاور، حيث يتم التعريف بانواع الابواب الكويتية القديمة واستعراض انواع الخشب والمواد المستخدمة وتصميم ورسم مشروع العمل مع القياسات وتنفيذه ثم تختم الورشة اعمالها بصبغ العمل.و ذكر اسامة الجاسم انه سعيد بالمشاركة في فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بورشة "الابواب الكويتية القديمة" لحرصه على التمسك بهذه الحرفة والخوف عليها من الاندثار، وتعليم غيره من أبناء الكويت كي لا تندثر مع الزمن.و اضاف ان الأبواب الخشبية عرفت منذ القدم لتأمين السكن والخصوصية وكمعلم جمالي وعمراني و ان جميع الأبواب كانت تصنع من خشب الصاج الذي يتميز بالقوة فهو مقاوم للحشرات، الماء والحرارة ويحتفظ برونقه مدة طويلة، مبينا ان الأبواب كانت تصنع محليا في الكويت على أيدي نجارين كويتيين. وقال ان انواع انواع الابواب تتنوع منها "باب بوخوخة" وهو عبارة عن باب كبير وبداخله باب صغير للاستخدام اليومي لدخول البيت واذا دعت الحاجة يفتح الباب الكبير بالكامل و قياس "الخوخة" عادة ما يكون 50 سنتيمترا عرضا و 130 سنتيمترا ارتفاعا.واضاف ان هذا الباب يكون في العادة مصنوعا من الخشب الصاج على شكل ألواح مثبتة بالمسامير المقببة من الحديد وبه "الشلامين" من الخلف وهي عبارة عن أخشاب صغيرة تصف بالعرض لتماسك الألواح ويسمى الباب الصغير بـ"الخوخ"، وعلى الرغم من عدم استخدام باب "بو خوخة" في البيوت الحديثة إلا أن بعض المساجد والبيوت العتيقة ما زالت تحافظ على هذه الأبواب كجزء من تراثها الجميل، واوضح ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حافظ على كثير من تلك الأبواب في عدد من المراكز التراثية والتاريخية التي تقع تحت إشرافه كالمركز الحر وبيت السدو ومتحف الفن الحديث وغيرها."باب مقطع" باب ذو "درفتين" وهو مصنع من ألواح الخشب الصاج المصفوف والمثبت بالمسامير المقببة من الحديد والمثبتة بـ"الشلامين" من الخلف وبعضها تكون لها فتحة من الأعلى مزودة بقضبان من الحديد وذلك للتهوية، باب "بوتواليت" وسمي بذلك لأنه يشبه تسريحة الشعر المشهورة باسم "قصة تواليت" في ذلك الحين وعادة ما يصنع هذا الباب من الخشب الصاج أو "الفيني" الأحمر، وما يميز هذا الباب نقشة في النصف تسمى بـ"الخشم"، وكان يستخدم في البيوت والمساجد والدوائر الحكومية.باب "المسماري" ويتكون من "درفتين" ومجموعة من المسامير "المقببة" المصنوعة من النحاس، و"الدقة" الكويتية الخاصة بالباب المسماري مكونة من خمس صفات إضافة إلى مقبض الباب المصنوع من النحاس و"المطقة" التي تستخدم في طرق الباب وتصنع هذه القطعة من الحديد، وتشتهر بشكل كف اليد أو الشكل الدائري، ومن أنواع الأبواب المشهورة في ذلك الوقت "باب بورمانة"، الذي يستخدم داخل البيوت إضافة إلى "الباب المقطع" وهو عبارة عن قطع خشبية مقطعة إلى مربعات أو مستطيلات، ويستخدم هذا النوع في البيوت في الحمامات والمطابخ.مميزات الابواب القديمة وقال الجاسم ان الأبواب الكويتية القديمة تميزت بالزخارف والألوان وترتيب المسامير ونوعية الخشب والنقوش الجميلة التي صممت بدقة.واضاف ان المزلاج الذي يثبت على الابواب كان من الحديد او النحاس وهو مستطيل الشكل ويوضع فيه قفل ويوضع مطارق و"مسكات" من النحاس لطرق الباب على شكل كف اليد أو على شكل دائري مثل "السوار" الأخشاب المستخدمة وعن الأخشاب المستخدمة في صناعة الأبواب اوضح الجاسم أنها تجلب من الهند، وتشرح عن طريق تقطيعها بشكل طولي، وتبدأ عملية النجارة بعد أن تجف قطع الخشب تماما، ومن الأخشاب المستخدمة محليا خشب الصاج،"الفيني"،"الفنص"،"السكتلي" وهو يمتاز باللون الأحمر،"الزان"،"السيسم" الذي يستخدم في صناعة الصناديق والخزائن،خشب "الهمبه" وهو خشب المانجا ويستخدم في صنع سفن "الهواري" وخشب شجرة الكرز.وحول الورشة اكد مراقب المتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب والمشرف على الدورة سلمان بولند أن "ورشة عمل الابواب الكويتية القديمة" تعد الفعالية الأولى لمهرجان صيفي ثقافي.واضاف ان ادارة الاثار والمتاحف اعتادت المشاركة في فعاليات مهرجان صيفي ثقافي من خلال الورش المختلفة التي تتناول الحرف القديمة المندثرة والموجودة حاليا و تم اختيار اسامة الجاسم المتخصص في الابواب الكويتية القديمة والاخشاب.و الورشة تتناول الابواب الكويتية القديمة وانواعها و اسماءها و طريقة صناعتها، و الورشة تعد فرصة مميزة للناشئة من اجل تعلم هذا الفن القديم خلال فترة الصيف. من جهتها اكدت مديرة مهرجان صيفي ثقافي فوزية العلي ان الورشة جزء من مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية المفيدة والتفاعلية المتاحة للجمهور ضمن انشطة المهرجان، كونه نشاطا مميزا ومحببا يشكل جزءاً لا يتجزأ من التراث الكويتي و ما غرسه الآباء و الاجداد.و اشارت الى ان الإقبال كان كبيراً وغالبية المشاركين من الناشئة وعاشقي الفنون اليدوية والتراثية، الذين حرصوا على المشاركة لاستكشاف تاريخ الكويت وإحياء التراث والاطلاع على الصناعات اليدوية التي مارسها الكويتيون قديما واشادت بدور المجلس الوطني الذي حرص على تنظيم سلسلة من ورش العمل من اجل تعزيز هذا الموروث في نفوس أفراد المجتمع من خلال هذه الورشة التي تم من خلالها تقديم أفكار مختلفة، وتوضيح كيفية الاستفادة منها في صناعة الابواب الكويتية القديمة، لافتة إلى أن الورشة شهدت أفكاراً إبداعية وجمالية. وأوضحت أن الورشة ستشهد إنتاج أعمال يدوية من خلال شرح حرفة صناعة الابواب، لافتة إلى أن وجود المدرب المحترف بجانب المتدربين أضفى روحا جديدة وسلط الضوء عن كثب على تلك الحرفة التقليدية.توعية الأجيال وأكد عدد من المشاركين في الورشة أهمية إحياء التراث والتاريخ من خلال إعادة الحرف والصناعات اليدوية من خلال تسليط الضوء عليها لتوعية الأجيال القادمة بتراث وماضي آبائهم وأجدادهم، فضلا عن إحياء هذه الحرف ومنعها من الاندثار و اوضحوا ان ورشة " عمل الابواب الكويتية القديمة" التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ساهمت بشكل كبير في إحياء مثل تلك الحرف اليدوية والصناعات التي كانت تمارس قديما.و عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في مثل هذه الفعاليات ومطالباتهم المجلس الوطني بتنظيم المزيد من تلك الانشطة لتعم الفائدة و لنشر الافكار المميزة والابداعات و حفظ التراث.

الجاسم يشرح كيفية صناعة الأبواب القديمة

مشاركات