تطوير البرنامج

طلال السعيد

جاء في ديباجة وقف برنامج "بين الشوطين" بالقناة الرياضية، "اوقف البرنامج لتقييم المحتوى وتطوير البرنامج".
كلنا نعرف ان ايقاف البرنامج ليس له دخل لا بالتطوير ولا بالتقييم ولكنه اوقف تأديبيا بعد ان تجاوز الخطوط الحمر، تلك الخطوط الوهمية التي توهم مسؤولو الاعلام وجودها واصبحوا يحسبون لها الف حساب وحساب من اجل مزيد من التخلف وليس من اجل الارتقاء بالذوق العام او المحافظة على الرسالة الاعلامية، متناسين ان المحطات العالمية سبقتنا بكثير واصبحت تبث من الشارع وتتحدث بنبض الشارع لكي تحافظ على نسبة مشاهديها .
ما نتساءل عنه: هل وصل الخوف بمن اوقف البرنامج لدرجة جعلته يختلق اعذارا واهية يتصور انه استطاع اقناع الناس بها او كما نقول بلهجتنا "قدر يقص علينا"؟!
الذي يوقف مثل هذا البرنامج يجب ان يملك من الشجاعة ما يجعله لايرتعد وهو يتخذ القرار، فيذكر الاسباب بكل صراحة ووضوح، اما التطوير والتقييم فإنه يتم والبرنامج يذاع، فليس من المعقول ان يطور أو يقيم برنامج تم ايقافه.
هذا مايقوله العقل والمنطق ولعلم الوزارة الموقرة، الخوف صفة مكروهة في متخذ القرار والقيادي، والمواجهة مهمة جدا خصوصا في وزارة الاعلام التي يرى الناس اخطاءها على الهواء مباشرة، ويفترض بمنسوبيها ان يحسنوا تقدير الموقف عند ظهورهم بالبرامج المباشرة، خصوصا الثوابت التي لايمكن تجاوزها او القفز عليها وليس الخطوط الحمرالوهمية التي قيدوا انفسهم فيها من دون مبرر.
لعلم الجميع بما في ذلك متخذ القرار في"الاعلام" اذا شعر المشاهد انه جزء من البرنامج او ان المذيع يتحدث نيابة عنه، ويناقش مايدور في ذهنه، فالبرنامج ناجح اما اذا شعر انه بواد وما يدور في البرنامج بواد اخر او ان المشاهد يرى حاجزا بينه وبين ما يشاهده فهنا لابد من تطوير البرنامج واعادة تقييمه.
تحدثوننا عن مرحلة تصحيح المسار، واعلامكم لايزال متخلفا لايعرف ما رسالته حتى يتمكن من ايصالها للشارع الكويتي، يالحبيب وبصراحة تامة، كلكم تحتاجون اعادة تقييم وتطوير... زين.