تطوير "المباركية"... تجديد مستحق أم نيل من الهوية؟!

كتبت- ايناس عوض:

كما جرت العادة في أي قضية عامة، أثار إعلان شركة pacemiddleeast على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" التي تفاخرت بمشروع تطوير سوق المباركية الذي رشحها لجائزة مهرجان العمارة العالمي "المشاريع المستقبلية" جدلا واسعا،.. حيث انقسم المغردون على"تويتر" بين مؤيد للتصميم الجديد الذي يجنح الى الحداثة والتطور بشكل لافت، وقسم رافض شكلاً ومضموناً لكل أشكال التغيير، معتبرين "انها تنال من هوية السوق التراثية الذي يقصده القاصي والداني ليستمتع بأجوائه وطرازه الذي يعكس تاريخ الكويت وعبق الماضي الجميل".
وفي ظل غياب تام للتعليقات الرسمية على السوشيال ميديا، باستثناء اشارة واضحة لموافقة أعضاء المجلس البلدي في الجلسة العادية الأخيرة في دور الانعقاد الاول قبل العطلة الصيفية على اعتماد التصميم الاولي للقطعتين 7 و8 وهما الجزء المحترق في سوق المباركية ضمن مشروع اعادة اعمار السوق الذي أعلن عنه وزير المالية أخيراً، ادلى المجتمع المدني بدلوه عبر بيان صدرعن الجمعية الكويتية للتراث.
وطالبت الجمعية في بيانها بضرورة المحافظة على الهوية الكويتية القديمة لسوق المباركية، مشيرة الى أن منطقة السوق متنفس ومقصد سياحي مهم، إذ لا يزال تصميم بعض المباني والطرق الداخلية فيها محافظا على عبق الماضي يستشعره كل مواطن ومقيم وزائر، وهذا السوق يقصده الكثيرون من الناس لتعلقهم بهوية السوق وتفرده بتصميم الهوية الكويتية القديمة الذي يكاد يكون آخر الأماكن التراثية داخل مدينة الكويت.
وأضافت أنه بعد أزمة الحريق تفاعلت الجمعية مع هذا الحدث فقد شاركت في أكثر من محفل وأهمها الندوة المتخصصة التي عقدتها في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان سوق المباركية والتراث المستدام، وحثت فيها على ضرورة الاهتمام بسوق المباركية وإيجاد الطرق والحلول والقوانين لاستدامة السوق والمحافظة على ما تبقى من المباني التراثية، لافتة الى أن نشر صور للتصميم الجديد لمشروع السوق أثار جميع المهتمين بالمحافظة على هوية السوق لغرابة التصميم وابتعاده عما هو منشود بالحفاظ على أصالة السوق ومنع التشويه التراثي غير المرتبط بالبيئة الكويتية وضرورة الحفاظ على تراث الكويت الأصيل. وقالت في بيانها إنها تستنكر هذا التشويه المخالف للبناء الكويتي القديم الذي يعاكس روح هذا المكان بل سيبعد عبق التاريخ عن طبيعة السوق، إذ لا يمت بأي صلة ثقافية للبيئة الكويتية لامن بعيد ولا من قريب، بل ان وعود المسؤولين في الصحافة الكويتية طوال الفترة الماضية حول إبقاء روح الهوية الكويتية القديمة لم نرها على أرض الواقع.
واختتمت بيانها بمطالبة المسؤولين بإيقاف هذا العبث بالتراث الكويتي فورا، وإعادة تصميم سوق المباركية بأید كویتية تستشعر المسؤولية الوطنية بالمحافظة على روح تراث الكويت وإبقاء المباني التراثية الكويتية القديمة داخل السوق، ولدينا جهات عديدة بالكويت لها خبرة واسعة في المحافظة على هوية سوق المباركية من جميع جوانبه، كما أن الجمعية الكويتية للتراث لديها الخبرات الكافية في معرفة مواد بناء العمارة الكويتية القديمة وطرق البناء.

انقسام
الى ذلك، شهدت تغريدات المواطنين حول تصميم مشروع سوق المباركية تباينا واضحا وانقساما عموديا بين مؤيدين ورافضين للتصميم الجديد فالمغرد يوسف عدنان المطوع غرد قائلا "تصميم سوق المباركية حافظ على الهوية الوطنية والتراث! علماً ان خطوة تطوير المباركية متأخرة جداً وعلى المجتمع إسناد الامور للمختصين! PACE مكتب هندسي كويتي وصل العالمية يستحق الاشادة من ابناء وطنه لما قدمه من مشاريع مميزة لهذا الوطن ! كما نشكر بلدية الكويت على هذا الجهد". المدون والمغرد داهم القحطاني لم يوافق سابقه بالرأي اذ اعرب بوضوح عن استيائه من التطوير الجديد للسوق وقال: "ممكن تشيلون ايدكم من سوق المباركية وتحافظون عليه مثل ماهو هذا كنز حقيقي، والعبث فيه جريمة تاريخية".
اما المغردة غالية الظفيري فذهبت ابعد من القحطاني في الحديث عن التصميم الجديد معتبرة اياه "محوا شاملا لاثر تاريخي وقالت: "في حين أن الجهود موضع تقدير كبير، لكنني لن أسمي هذا ترميمًا أو تجديدًا، هذا محو كامل للمرجع الثقافي وراء سوق المباركية وكل ما يمثله على الإطلاق، فن التجديد هو الحفظ - وليس بالضرورة بالمعنى الحرفي، في بعض الأحيان يكون مجازيًا أو تمثيليًا - ولا يحتوي هذا التصميم على أي منهما".