السبت 02 أغسطس 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تعقيب على تصريح الخارجية الأميركية حول الروهينغا

Time
الثلاثاء 22 مارس 2022
السياسة
عبدالعزيز محمد العنجري

هناك مبدأ قانوني غربي شهير "العدالة المتأخرة هي حرمان من العدالة"، لذا فان إعلان الولايات المتحدة رسميا بحصول إبادة جماعية في حق أقلية الروهينغا المسلمة على يد الجيش البورمي بعد مضي أكثر من ست سنوات، لا شك أنه خبر جيد، لكنه متأخر جدا.
العدالة المتأخرة لا تقدم اي شيء للمتضررين، ولا تنجز اي شيء للضحايا، بل أخشى أن بعضا من أبناء الضحايا وغيرهم كثر من ضحايا جرائم مماثلة -سكتت عنها أميركا- قد يتحولون إلى ارهابيين بسبب شعورهم بالظلم والقهر، وأول من يتضرر منهم هي الولايات المتحدة، فهي لديها سجل كبير في التناقض بملف حقوق الانسان، اذ ترفعه كشعار دائم، لكنها في الوقت نفسه نادرا ما تطبقه كما ينبغي، فهي تتعاون مع كثير من الأنظمة المستبدة في العالم، ولها تاريخ يزخر بالتحالف مع زعامات ديكتاتورية، وهو ما يجعلها تتغاضى مرارا وتكرارا- ومن دون خجل- عن كثير من الجرائم، وتمتنع حتى عن التنديد، لانها تعتمد مبدأ تغليب مصالحها الخاصة على القيم والمبادئ الانسانية العامة.
ومن نتائج هذه التصرفات ما نجده من وضوح في تعاطف وحماسة كثير من شعوب المنطقة، العربية والاسلامية، مع روسيا والرئيس بوتين، وذلك ليس حبا فيه او في روسيا، لكنها نكاية وتشف شعبي عفوي بالولايات المتحدة بسبب تناقضاتها الشديدة في المنطقة، وعلى مدى عقود، وفي أكثر من ملف، ما نتج عنه أجيال من الشعوب العربية والاسلامية التي لا تجد في ادعاءات اميركا بالدفاع عن حقوق الانسان وحرية الاقليات اي مصداقية.
المهم الآن وبعد تصريح وزير الخارجية الأميركي، ماذا بعد؟
هل سيطول هؤلاء المجرمون اي عقاب؟
هل سيحدث تغير في التعاطي الاميركي المستقبلي مع هكذا جرائم؟
ماذا سيتغير بالنسبة للمتضررين واهالي الضحايا من الروهينغا؟
آخر الأخبار