الأحد 29 يونيو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

تفاؤل حذر بتعيين اليعقوب وكيلاً للتربية ومخاوف من تكرار التجارب

Time
الأربعاء 12 مايو 2021
View
5
السياسة
* التحدي الأول يكمن في تجاوز عنق زجاجة "الاختبارات الورقية" والعام الدراسي الجديد
* المجتمع التربوي بات أكثر وعياً وإدراكاً والتسويف مكشوف لن يجدي نفعاً
* مطلوب معالجة مصادر الداء المسؤولة عن استمرار الخلل المُزمن في المنظومة


كتب ـ عبدالرحمن الشمري:

انحلت العقدة الاولى من عقد الشواغر الجاثمة على صدر وزارة التربية بصدور المرسوم الأميري بتعيين الأستاذ في قسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. علي اليعقوب بعد أن خلا المنصب ممن يدير مسؤولياته بالاصالة منذ نحو عامين، على أمل أن تتوالى تباعا تسكين كل الوظائف الاشرافية الاخرى الشاغرة بالوزارة.
وأكدت مصادر تربوية أن المهمة التي تنتظر الوكيل اليعقوب ليست بالسهلة أو اليسيرة، فهو يتبوأ منصب وكيل وزارة التربية في ظروف صعبة واستثنائية تعاني فيها الوزارة من مشاكل وملفات معلقة واخرى شائكة في ظل جائحة صحية باتت الوزارة حائرة فيها بين مطرقة مواصلة التعليم وسندان تأمين سلامة الطلبة والهيئات التعليمية والادارية، لاسيما خلال الاختبارات الورقية المزمع عقدها لطلبة الثاني عشر في نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت المصادر، أن الميدان التربوي يعلق آمالاً كبيرة على الوكيل الجديد لإعادة بوصلة التعليم الى مسارها، لاسيما أن بانتظاره ملفات شائكة، ظلّت عصية على المعالجة، لسنوات طويلة، تلقفها وزراء ووكلاء، ورحلوا، وبقيت هذه الملفات دون حلٍ أو حلْحَلة عدا التسويف وترحيلها عاما تلو الآخر حتى تفاقمت وتشابكت وتعقدت.
وأضافت، أنه من المؤكد أنَّ الوكيل اليعقوب لديه، علم واطلاع مُسبقٌ بهذه الملفات، وربما رؤية زمنية محددة وخطط، لمعالجتها! ومن ثمَّ فليس أمام الميدان التربوي سوى التفاؤل الحذر، عله يكون استثناءً عن أسلافه، وينجح في معالجة مصادر الداء، المسؤولة عن استمرار الخلل المُزمن في المنظومة التعليمية والتربوية في الوزارة.

وعود أسلافه
ودعت المصادر الوكيل الجديد، أن يُبنى عهده، على أُسسٍ صحيحةٍ، وشفَّافة، بالنأي عن سياسة التسويف والمعالجات الترقيعية، كما فعل أسلافه، باطلاق الوعود المطاطية غير المبنيّة على دراسة علمية ومدد زمنية محددة تحيطها سياسة الابواب المغلقة التي لا تتيح لمن يقبع خلفها رؤية الصورة الحقيقية على ارض الواقع، لافتة إلى أن المجتمع التربوي، بات اليوم، أكثر وعياً، وإدراكا، وتمييزا بين الإنجاز الحقيقي، والحديث الهلامي! فالانجاز يعني انجازاً ملموساً على الأرض وليس "اضغاث احلام".

اختلالاتٍ مُزمنة
وألمحت المصادر الى أن البدايات أمام الوكيل اليعقوب من المؤكد لن تكون هينة، فالمنظومة التربوية القائمة، مُصابة باختلالاتٍ مُزمنة، بفعل غياب المسؤولية، والشفافية، والتَّخبط في الرؤية والممارسة ما أدَّى، إلى تشتت شديد بالجهود بسبب عدم تكامل قطاعات الوزارة وتعاونها اذ كل يعمل على هواه ومنظوره دون رؤية او توجيه او متابعة والأهم من ذلك المحاسبة، والوزارة لا تنقصها العقول المفكرة ولا الكفاءات المؤهلة، فقط تبحث وستجد الكثير، كما أن الموارد والأموال العامة المُخصصة للقطاع التربوي والتي تُقدر بملياري دينار، تضخها الدولة سنوياً إلى هذا القطاع، وعليه لن يكون هناك أي عوائق للاصلاح والتطوير والمضي قدما في هذا المسار ان صدقت النوايا.

عنق الزجاجة
وجددت المصادر تأكيدها بأن الوكيل الجديد أمامه ملفات عدة تتطلب منه اولا تجاوز عنق الزجاجة في ملف الاختبارات الورقية للصف الثاني عشر، والاستعداد بالعودة للعام الدراسي الجديد بما يتضمنه من بنود تخص المدارس والمناهج والمعلمين والطلبة والخدمات والشواغر الى جانب عدم اغفال معالجة سوء مُخرجات التعليم وجودة اختيار المعلمين وتحسين البيئة المدرسية، الى جانب تسكين الشواغر الاشرافية لمدراء عموم المناطق التعليمية في الجهراء والعاصمة ومبارك الكبير المكلفين حاليا منذ سنوات بادارتها، كذلك معالجة الخلل في بعض عقود الوزارة وايقاف الهدر والمخالفات التي تعج بها، وقبل هذا وذاك فإن جمع الوكلاء على طاولة واحدة وتأليف القلوب والتشديد على عدم تداخل الاختصاصات فيما بينهم وبمسطرة الثواب والعقاب سوف يسوي كثير من المشاكل أمام الوكيل وينهي الخلافات القائمة

تدوير قيادات
وقالت المصادر: إنه ينتظر من الوكيل اليعقوب، العمل بكل طاقته ووسعه، لتهيئة مناخات إيجابية، للإنجاز، وفق مراحل مُتدرجة، وجداول زمنية مُلزمة، وبرؤية، تروم بناء منظومة تربوية مترابطة متكاملة، تحفظ لمكونات وأركان التعليم من معلمين وطلبة وأولياء أمور حقوقهم، داعية الوكيل الى النظر بأهمية تدوير قيادات وزارته، وباستقطاب كفاءات قيادية شابَّة مؤهلة، واستبعاد كل القيادات الإدارية والتنفيذية، المُعوِقة لمشاريع التطوير والإنجاز، وغير المُؤهلة، والبعيدة عن هموم واحتياجات المجتمع التربوي بما يُتيح الإنجاز والتطوير والابتكار، وتكون عوناً له في مهامه الصَّعبة، والمُتشابكة التي تنتظر حلحلتها.
وأعربت عن أملها أن يدنو الوكيل اليعقوب من درجات سلم الاصلاح ويسير على سكة الانجاز، متمنية له باداء مهماته الصعبة، في وزارةٍ لا تزال محل سخطٍ واستياء، وعدم رضا، من مستويات أدائها ومنجزاتها المفقودة.
آخر الأخبار