الجمعة 11 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

تفتيش مقر القنصل السعودي في اسطنبول ولغز خاشقجي يقترب من الحل

Time
الثلاثاء 16 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
الأمير محمد بن سلمان لبومبيو: نحن حلفاء أقوياء وقدماء نواجه تحدياتنا معاً في الأمس واليوم وغداً

الرياض، اسطنبول، عواصم- وكالات: فيما شرع فريق العمل السعودي المشترك مساء أمس تفتيش مقر إقامته، ضمن التحقيقات في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، غادر القنصل العام السعودي في اسطنبول محمد العتيبي تركيا متوجها إلى الرياض، أمس، على متن رحلة تجارية.
وأوردت شبكة "سي ان ان تورك" نقلا عن مصادر في وزارة الخارجية التركية أن الديبلوماسي غادر بملء إرادته.
وأظهر موقع مطار أتاتورك الدولي الالكتروني أن الرحلة التابعة للخطوط السعودية أقلعت الى الرياض عند الساعة 14:00 ت غ.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين لم تُسمّهما، أنّ الرياض تعد تقريراً يفيد أن خاشقجي قُتل خطأ خلال استجوابه، وكان المقصود اعتقاله.
وقال مصدر لـ"سي ان ان" إنّ التقرير قيد الإعداد ويمكن أن يتم تعديله، بينما أكد مصدر آخر أن التقرير سيؤكد أن العمليّة تمت "بدون إذن" وأنّ "الأشخاص المتورّطين هم الذين سيتحمّلون المسؤولية".
وفي إطار الجهود المتلاحقة لكشف غموض اختفاء خاشقجي، شهدت الرياض وأنقرة واسطنبول وعواصم غربية عدة جولات مكوكية وتحركات مكثفة أمس، حيث بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس في الرياض، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، وأعلن متحدث باسمه على هامش اللقاءات، أن السعوديين وافقوا على ضرورة القيام بتحقيق "معمق" في القضية.
وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله بومبيو على أن البلدين "حليفان قويان وقديمان". وكان وزير الخارجية الأميركي التقى في الصباح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لعشرين دقيقة.
ونقل صحافيون يرافقون بومبيو عن خادم الحرمين قوله "أرجو أن تكون مرتاحا هنا"، وأجابه بومبيو "أشكركم على قبول زيارتي نيابة عن الرئيس ترامب".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت للصحافيين في الرياض بعد لقاء بومبيو مع نظيره السعودي عادل الجبير، أن بومبيو "كرر قلق الولايات المتحدة حول اختفاء خاشقجي"، وأن بومبيو والجبير اتفقا "على ضرورة إجراء تحقيق معمق وشفاف ومناسب".
وخلال استقباله الوزير الأميركي، قال ولي العهد السعودي لبومبيو "نحن حلفاء أقوياء وقدماء. نواجه تحدياتنا معا. في الأمس واليوم والغد".
وبدا الرجلان مبتسمان خلال اجتماعهما. وكان من المقرر أن يلتقيا مرة أخرى مساء.
من جانبه، رحب مجلس الوزراء السعودي، بتشكيل فريق سعودي- تركي للكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي.
وأوضح وزير الإعلام عواد العواد، عقب الجلسة الاسبوعية التي عقدها المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الترحيب "بما أعلنته الرئاسة التركية عن تجاوبها مع طلب المملكة بتشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين الشقيقين"، مضيفا أن "المجلس أعرب عن تقديره للدول الإسلامية والعربية والصديقة والمنظمات والبرلمانات والهيئات العربية والدولية، وأصوات العقلاء حول العالم الذين غلبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة بدلا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات".
ولاحقا زار بومبيو تركيا للقاء نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو بعد محادثاته في الرياض، وتزامنت الزيارة مع تقارير في وسائل إعلام أميركيّة حول نية السعودية الإقرار بمقتل خاشقجي خلال استجواب.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين لم تُسمّهما، أنّ الرياض تعد تقريراً يفيد أن خاشقجي قتل خلال استجواب جرى بشكل خاطىء، وكان المقصود اعتقاله، حيث قال أحدهما إنّ التقرير قيد الإعداد ويمكن أن يتم تعديله، بينما ذكر الآخر أن التقرير سيؤكد أن العمليّة تمت "بدون إذن" وأنّ "الأشخاص المتورّطين هم الذين سيتحمّلون المسؤولية".
وفي أنقرة، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن المحققين الأتراك يحققون بشأن وجود آثار محتملة "لمواد سامة في القنصلية السعودية في اسطنبول تمت إزالتها بالطلاء فوقها"، مضيفا أن "عملا مكثفا" يجري للوقوف على ما حدث تحديدا لخاشقجي في القنصلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة لم تتسلم اعترافا من السعودية بشأن اختفاء خاشقجي، مضيفا أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو سيجلب المزيد من المعلومات عندما يصل الى تركيا بعد زيارة السعودية.
وأضاف أن فرق التفتيش واصلت عملها أمس، حيث اتسع نطاق التفتيش ليشمل مقر القنصل السعودي وكذلك سيارات خاصة بالقنصلية.
وأعلن أن بلاده لن تفرض أي قيود على الديبلوماسيين السعوديين في الأراضي التركية، مضيفا أن هدف بلاده واضح ويكمن في "معرفة مصير خاشقجي ونحن بحاجة للتوضيح، فهناك روح إنسان في الموضوع، والادعاء العام سيجري التحقيقات اللازمة، فهو فقط من يحدّد من يتم استجوابهم، وعن ماذا سيتم استجوابهم وما سيسألهم".
وعن سفر الديبلوماسيين السعوديين من الأراضي التركية، قال: "اليوم بالطبع يستطيع أي ديبلوماسي سعودي يريد التوجّه للسعودية أن يذهب، ولا يوجد ما يعيق ذلك".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، الذي عاد إلى بلاده عقب تفجر قضية اختفاء خاشقجي، لن يعود إلى الولايات المتحدة مجددا كسفير لبلاده.
بدورها، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن زعيم الأغلبية بمجلس الشيخ الأميركي ميتش ماكونيل، القول "نحتاج لمعرفة ماحصل قبل ان نقرر الاجراء الذي ينبغي اتخاذه.
دوليا، طالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشال باشليه، أمس، برفع الحصانة عن مسؤولين سعوديين قد يكونون ضالعين في اختفاء خاشقجي، قائلة في بيان "بالنظر الى خطورة الوضع، أعتقد أن الحصانة الممنوحة الى مسؤولين محليين أو موظفين معنيين بمعاهدة فيينا حول العلاقات القنصلية المبرمة في العام 1963، يجب أن ترفع فورا"، معتبرة أن "مدة الأسبوعين مدة طويلة جدا قبل القيام بتحقيق طبي شرعي كامل لمكان الجريمة".
وقال المتحدث باسم مفوضة حقوق الانسان روبرت كولفيل "نأمل أن ترفع الحصانة تماما بحيث يمكنهم تفتيش القنصلية ومقر اقامة القنصل والسيارات التي ظهرت في المقطع المصور".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، امس، أن على السعودية الكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي، ولا بد من "تحمل التبعات" في حال تم تأكيد وفاته.
وقال فى مؤتمر صحافى مشترك مع نظيره الالماني هايكو ماس في باريس "إن الوقائع المتداولة خطيرة للغاية. لقد أبلغنا السلطات السعودية ذلك بحزم شديد، ونرغب الكشف بأقصى درجات الوضوح عن الوقائع التي حدثت"، مضيفا "من الضروري تحديد حقيقة ما حصل، ويجب تحمل التبعات في حال تبين أن هذه الاعمال الخطيرة المفترضة قد حصلت بالفعل".
من جهته، قال الوزير الالماني "لقد تم توجيه اتهامات خطيرة للغاية، ويجب أن نعرف ما حدث".
وأدى الجدل حول خاشقجي إلى اتخاذ رجال أعمال ومؤسّسات قرار مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 المزمع عقده من 23 حتى 25 الجاري، وقد أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وأعلن الرئيس التنفيذي لبنك "اتش.اس.بي.سي" جون فلينت عدم الحضور، لينضم الى الرؤساء التنفيذيين لبنكي "ستاندرد تشارترد" و"كريدي سويس".كما أعلن رئيس أكبر وكالة للمواهب في هوليوود إنه يشعر "بقلق بالغ" وبـ"الاستياء" إزاء اختفاء خاشقجي، مثيرا شكوكا حول اتفاق بين صندوق الاستثمارات العام السعودي ومؤسسته "إنديفور" حصل بموجبه الصندوق على حصة في شركة إنديفور بقيمة 345 مليون يورو.

آخر الأخبار