الأربعاء 25 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تفضل يا دكتور!

Time
الاثنين 21 نوفمبر 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

ثلاثة عقود كاملة من الزمن مرت علينا، ونحن نصدق الكاذبين المزورين، وهم يخدعوننا ويخدعون الدولة، وقبل كل ذلك يخدعون عائلاتهم ويخدعون أنفسهم، حتى أنهم صدقوا ونحن صدقنا أكاذيبهم الكبيرة، الى درجة اننا حتى في ديوانياتنا نضيف للترحيب والتبجيل جملة تفضل يا دكتور! واذا الدكتوراه مشتراة، والشهادة مزورة، واذا بالشهادة العليا جاءت بالرشوة، وبعناوين وهمية.
لا اعرف كيف يحترم احدهم نفسه وهو يعلم في قرارة نفسه انه يحمل لقبا لا يستحقه، وان شهادته مزورة؟
غشوا انفسهم وغشوا الدولة، واخذوا رواتب لا يستحقونها، وغشوا المجتمع، وحرموا المجتهدين من فرص ذهبية في فترة من الزمن، متناسين حديث الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "من غشنا فليس منا"، وفي رواية اخرى جعل الغاش مثل حامل السلاح ضدنا حين قال: "من حمل علينا السلاح ليس منا ومن غشنا فليس منا".
في وسائل التواصل الاجتماعي يتداول خبر ان هناك توجها من الجهات المختصة لاحتجاز اصحاب الشهادات المزورة، لاخذ حق المجتمع منهم، وحق الدولة، فاذا صح هذا الخبر فهو يثلج الصدر، وينصف اصحاب الحق الذين تعبوا وسهروا الليالي، وصرفوا ما يملكونه للحصول على شهادة الدكتوراة، بعد كد وجد وتعب، فيتساوى احدهم مع غاش مزور، اشترى الشهادة او حصل عليها بطرق ملتوية، بل قد يكون هذا الغاش المزور اكثر تقديرا من المجتهد الصادق!
هناك حق عام يجب ان يؤخذ من مجاميع المزورين، والاهم ان هناك حقا للمجتمع يجب الا يغفل، فكم فرصة فاتت على مجتهد بسبب غاش مزور، فمن يقتص لمثل هؤلاء، ناهيك عن الاحباطات التي تسبب فيها تقدير من لا يستحق؟
من يمعن النظر في الموضوع عامة، يجد ان الامر كبير وخطير، وله اثر سيئ، ويسهم في قتل طموح طلبة العلم، لذلك لا بد من اجراءات حاسمة تردع كل من تسول له نفسه ان يقال له تفضل يا دكتور... زين.
آخر الأخبار