"تفضلوا على العشاء" يعيد ثنائي منصة التتويج

كتب - فالح العنزي:

هل يعيد الثنائي المؤلفة فاطمة العامر والمخرج محمد الأنصاري نجاحهما الساحق في مهرجان "أيام المسرح للشباب"، بدورته الأخيرة وحصول مسرحيتهما "أناركيا" على عشر جوائز ويظفران بجوائز الدورة الثانية والعشرين من مهرجان الكويت المسرحي من خلال عرضهما المسرحي "تفضلوا على العشاء"، والذي حظي باعجاب غالبية جمهور مسرح الدسمة مع فرق بأنهما في المهرجان الحالي يمثلان فرقة المسرح الكويتي وليس فرقة مسرح الخليج.
السؤال مشروع وفرض نفسه بقوة بعد مشاهدة الجهد الكبير، الذي بذله مخرج العمل على الرغم من صغر سنه لكنه أثبت بأن المخرج سيد العمل ومتى ما كان قارئا جيدا للنص فالنتيجة حتما ستكون جيدة.
في مسرحية "تفضلوا على العشاء"، وهي بالمناسبة مسرحية تظهر إنسانيا المأساة التي تخلفها الحروب والأحداث، بدا كان "الدوس" بمعنى الجهد سينصب على عاتق المخرج الذي اعتمد بدوره على عناصر تمثيلية "أكلوا خشبة المسرح"، مجموعة شباب يريدون اثبات علو كعوبهم فصنعوا ما صنعوا فوق خشبة المسرح من أداء متقن ومعايشة للشخصية وكاريزما حضور فوق الخشبة، الاشتغال على الممثل كان واضحا من خلال صناعة المخرج من كل واحد من الممثلين مقاتلا شرسا وآخر مجنونا وسط الشعب العادي البسيط، كل ما تقدم كانت أسلحة المخرج الأنصاري الذي "فصفص" النص بين يديه وأجاد تقديمه وفق رؤيته الإخراجية التي صفق لها الحضور طويلا، فهل يتكرر سيناريو الفوز بالجوائز؟.. الاجابة الجمعة المقبل في حفل الختام.
إلى جانب المعركة التي كان يدور رحاها فوق الخشبة من ناحية التنافس في الأداء بين الممثلين، كانت هناك معركة يدور رحاها بين المؤلفة والمخرج في كيفية تقديم المشهد التمثيلي، المؤلفة ارتكزت في النص على الحدوتة التي تخلفها الحروب، صراع وصراع ومأساة، ظلم وخوف ورعب وأشباح تتسيد المكان، ذكريات مؤلمة وفرح غائب وجشع يملأ المكان، دعوة على العشاء من دون عشاء، فقط صحون فارغة مصيرها الكسر، وفعلا تكسرت فوق خشبة المسرح بشكل مبالغ به، الصراع المحتدم بين البشر في مكان ضيق جعلهم جميعا يعانون من الويلات فيظهر لهم بشر آخرون بمظاهر مرعبة، أجاد خلالها عبدالعزيز الجريب وحصة العباد وضع لمساتهما من ماكياج وأزياء تزين بها المشهد محققا ما ذهب به الأنصاري من رؤية إخراجية.
ومن دون مبالغة يمكن القول بأننا كنا أمام معركة امكانيات المخرج محمد الأنصاري التي تفوقت في أماكن كثيرة على المشاهد التي رسمتها المؤلفة ضمن سيناريو الأحداث، وهذا متوقع فالصورة التي طرحها المخرج فوق الخشبة كانت كفيلة بالتصفيق له لأنه فعليا تفنن في فرد عضلاته وربما لفت انتباه أعضاء لجنة التحكيم، واحقاقا للحق كانت السينوغرافيا متناسقة متناغمة مع طبيعة الحوارات، ديكور معبر واضاءة فاضل النصار تكسب دوما.
شارك في بطولة المسرحية كوكبة من الممثلين الشباب هم عبدالعزيز بهبهاني وميثم الحسيني وفيصل الصفار وعبدالله البصيري وآية العمري ومحمد المنصوري وعبدالله البلوشي وفاطمة الانصاري وعلي المهيني وطلال الفريحي وعبدالله حكيم وعبدالله غريبي وغيرهم.