تفعيل ستراتيجية الكويت لمكافحة الفساد أولوية

* أزمة "كورونا" أظهرت مجموعة من مخاطر الفساد تحتاج إلى زيادة تكاتف الدول
* المُضي قدماً لإرساء الحوكمة العالمية وضمان حماية المُبلغين والصحافيين

كتب - فارس العبدان:

أكدت الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة" أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد تعد مرجعاً هاما للجهود العالمية لمكافحة ظواهر الفساد، وأول صك دولي لمكافحة الفساد ملزم قانونا تنضم له 189 دولة في العالم.
وأضافت "نزاهة" في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق التاسع من ديسمبر من كل عام، أن هذه المناسبة يحتفل العالم بها لإذكاء الوعي بمخاطر الفساد للحد من مخاطره والوقاية منه، ورغم التحديات في ظل تداعيات جائحة فيروس "كورونا" ومخاطرها، إلا أن النزاهة والشفافية أثبتتا نجاحا ساهم في تخطي وتعافي الكثير من الدول للجائحة، في وقت تكثف فيه الجهود الدولية للحد من مخاطر الفساد واتخاذ التدابير الكفيلة للحد منه ومنع أسبابه.
وذكرت ان أزمة الوباء العالمي اظهرت مجموعة من مخاطر الفساد تحتاج لزيادة تكاتف الدول في مواجهتها، ومنها المتعلقة بالأموال العامة والمشتريات الطارئة والتبرعات بين الدول والتي تقدر بمليارات الدولارات والتي تخلق فرصاً مثالية لتفشي الفساد، في ظل استغلال ضعف الرقابة وعدم كفاية الشفافية لاسيما في حالات الطوارئ للتصرف بعجلة دون التحقق من العمليات والموردين.
واضافت "وعلى الرغم من تلك التداعيات إلا انه كان لتكاتف العديد من الدول وتضامنها مع شعوبها مع ارتفاع مستوى الشفافية وتدفق المعلومات والتعامل الاستباقي والوقائي مع الجائحة أسهم في بناء جسر من الثقة ورفع مستوى الوعي لدى الجماهير وإدراك لأهمية الشفافية والنزاهة والحوكمة في الحد من مخاطر الفساد والوقاية منه".
وبينت أن تفعيل ستراتيجية الكويت لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد "2019-2024" تمثل أولوية هامة على صعيد عملها خصوصا في تفعيل المبادرات التي تسهم في إرساء قواعد الحوكمة وشفافية المعلومات وتحسين التشريعات لتعزيز النزاهة وإرساء مبدأ الشفافية مع العمل نحو رفع مستوى الوعي المجتمعي والادراك بضرورة التغيير الايجابي كخطوة استباقية للحد من الفساد في إطار المسؤولية المجتمعية والشراكة الحقيقية مع كافة المؤسسات في القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني.
واكدت "نزاهة" في ختام بيانها على أهمية المضي قدما لإرساء الحوكمة العالمية وضمان حماية المبلغين عن الفساد، والصحافيين الذين يسهمون في كشف الفساد، مشيرة الى دور وسائل الاعلام في نقل المعرفة والحقيقة وغرس القيم ونشر الثقافة ومحو الأمية الرقمية للوصول للمعلومات الصديقة والموثوقة، وادماج القيم المضادة للفساد في التعليم الذي يعد جوهر الوقاية، من خلال رعاية النشء من سن تكوين القيم واكتساب المهارات المعززة للسلوكيات الاخلاقية وبناء ثقافة العدالة والعمل ضمن المناهج التعليمية والتوجيهية ودعم القدرات الشبابية لبناء جيل واثق ومعزز بالنزاهة والشفافية وتطوير التفكير النقدي ورفع مستوى المسؤولية مع وجود مجتمع مدني ودولي داعم وحاضن لهم.