السبت 05 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

تفقَّدوا وطنيتكم!

Time
الاثنين 10 أبريل 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

كم نحن بحاجة الى أن نتفقّد وطنيتنا، هل هي لا تزال بخير، او بمعنى اخر هل لا يزال الوطن هو الاهم في وسط هذا الزحام؟
ما يجري على الساحة السياسية يوحي للمتابع بان الوطن هو الغائب الوحيد، وكل واحد يبحث عن مصلحته الشخصية على حساب الوطن والمواطن!
لا يمكن ان يكون وطنيا من قال "يا نفسي"، متناسيا وطنه، ومواطنيه، فهذه "الأنا" حين تكون على حساب الوطن يختلف الاتجاه، فنحن نلاحظ ان التضحية والايثار اختفت لتحل محلها أمور لم نكن نعرفها في السابق!
كانوا يقولون إن الوسط الفني ليس نظيفا، لكن تبين ان الوسط السياسي هو الاكثر قذارة، وفضائحه تفوق فضائح الوسط الفني بكثير!
هذا التراشق، وتبادل التهم، والاخذ والرد غير المبرر، تحتار فيه العقول! فقد اختلطت الاوراق، ولم نعد نعرف أهل الفساد من اهل الاصلاح، فكل فئة تزعم انها الفئة الناجية، وان الحق معها، حتى قضاؤنا الشامخ، وحصننا الحصين، لم يسلم منهم فما الذي يريدونه بنا؟
هل يعلم كل هؤلاء ان المواطن البسيط الذي لا ناقة له ولا جمل في كل هذه الصراعات، ليس مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، انما هو مع وطنه الذي ليس له غيره، على اساس ان الوطن هو الوجود الباقي الذي يجب ان نكون معه، حتى وان شعرنا بأن هناك من يحاول اختطاف وطننا؟
لا نشكك في وطنية كل من يحمل الجنسية الكويتية، حتى يثبت العكس، لكن مهم جدا ان يتفقد كل منا وطنيته، التي قد يكون أصابها الخمول، فانعاش الروح الوطنية كفيل بحل جميع المشكلات التي نراها ونسمع عنها هذه الأيام!
الذي يصرح ويخلط الحابل بالنابل، يقول ان تصريحاته من اجل مصلحة الوطن، ولكي يضع الشارع الكويتي بالصورة، والذي يرد عليه يقول الكلام نفسه، والذي يلتزم الصمت، وكأنه لا يسمع ولا يرى، ولا يتكلم، يقولون نيابة عنه ان في صمته حكمة، وان في سكوته حرصا على مصالح الوطن العليا.
والمواطن البسيط ضائع بين كل هؤلاء، بينما هو الوحيد الحريص على مصالح الوطن العليا!
لماذا لا يلتئم المجلس، او يبحث عن مخرج قانوني لا يقبل الابطال، يتم من خلاله حل المجلس، والدعوة الى انتخابات جديدة تدرس نتائجها دراسة جيدة، ثم يكلف رئيسا يشكل الوزارة بناء على نتائج الانتخابات؟
نقول وبالفم الملآن: أيها الساسة راجعوا وطنيتكم، وحين تقتنعون انها وطنية خالصة لوجه الله عز وجل، وخالية من المصالح الشخصية، عندها فقط ارجعوا الى الشارع الكويتي... زين.
آخر الأخبار