تكتم إيران على تفشي"كوفيد 19" يقلق العالم

طهران- وكالات: يبعث تكتم نظام الملالي الهلع في نفوس الايرانيين بسبب التكتم على رقعة انتشار فيروس"كورونا" وحقيقة عدد الاصابات والمتوفين ففي وقت نشرت وسائل إعلام ايرانية معارضة أن عدد الوفيات بلغ 360 حالة في الوقت نفسه تؤكد الحكومة أن عدد الوفيات بلغ 43 حالة، وإجمالي عدد المصابين وصل 593 حالة، وادى التكتم الى اتهامات دولية لايران بالتستر على حقيقة الوضع، فقد نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريراً عن التخبط والكذب الإيراني في ملف فيروس"كورونا"، ومما ورد فيه"غالباً ما تتعرض طهران، المدينة ذات التكتل السكاني البالغ عشرة ملايين نسمة، لذروات التلوث المروعة التي تجبر المدارس على الإغلاق، ومنذ صباح اول من امس، أول يوم عمل من أيام الأسبوع في إيران، كان السكان يتقنعون بكمامات في الشوارع ليس لوقاية أنفسهم من هواء العاصمة الملوث، بل للوقاية من الفيروس الفتاك، اذ بعد الصين، أصبحت إيران موطنًا لمعظم الوفيات التي تسبب بها فيروس"كوفيد 19"، في غضون أيام قليلة فقط، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة، بينما أعلنت السلطات وضع تدابير وقائية في 14 من أصل 31 مقاطعة في البلاد". في السياق ذاته وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بـ"المقلق للغاية" بشأن تفشي الفيروس في بلدان جديدة، من ضمنها إيران، فالوضع مقلق أكثر في إيران لأنه يشتبه في أن السلطات تتكتم على الواقع.
وعلى صعيد متصل أعلن زوج الإيرانية- البريطانية المسجونة في طهران، نزانين زغاري راتكليف، أنها تعتقد اصابتها بالفيروس، وقال ريتشارد راتكليف إن زوجته البالغة من العمر 41 عاماً اشتكت من أن سلطات السجن ترفض إجراء اختبار للتأكد من إصابتها بالفيروس، وقالت زغاري راتكليف لزوجها في اتصال هاتفي من السجن السبت:" لست بخير. في الواقع أشعر أنني في حالة سيئة للغاية، أشعر منذ مدة طويلة بأن ما أعانيه ليس زكاماً عادياً".
وجريا على عادة ايران في نسب كل الاحداث الى نظرية المؤامرة ألقى مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا اللوم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في انتشار فيروس "كورونا" في بلاده، معتبرا" أن سبب الانتشار السريع للفيروس، يعود لعدم جاهزية نظامها الصحي لمواجهة العدوى".
وقال آشنا عبر حسابه على "تويتر":" العقوبات الاقتصادية التي فرضها دونالد ترامب، وتواطؤ أوروبا، جعلت البنية التحتية للصحة العامة في إيران غير معدة بصورة كافية للاستجابة المناسبة لفيروس كورونا. تتحمل سياسة ترامب جزء من المسؤولة عن انتشار هذا الفيروس والوفيات التي سببها".
وفيما يواصل الفيروس انتشاره في إيران مسجلا إصابات جديدة بين المسؤولين الإيرانيين، أعلنت النائب في البرلمان الإيراني معصومة آقابور عليشاهي إصابتها بالفيروس، وقالت أنها شاركت في اجتماعات البرلمان يومي الاثنين والثلاثاء الأسبوع الماضي، وأن أعراض الفيروس ظهرت عليها منذ الأربعاء الماضي، مؤكدة أنها تلقت نتائج تحاليلها صباح اول من امس، ويأتي هذا بعد إصابة خمسة نواب اخرين وكان البرلمان علق سابقاً اجتماعاته تفاديا لتفشي الفيروس بين النواب ومسؤولين آخرين، بينما طالب المتحدث باسم البرلمان المشرعين كافة بإجراء تحليل الكشف عن الفيروس الذي تفشى في عدد من المدن الإيرانية. في هذه الاثناء لا تزال ايران تعاني من أزمة نقص في الكمامات والمواد الوقائية بسبب الفيروس، إضافة إلى قلة الأسرة اللازمة للحجز في المستشفى، وفقا لما كشف عنه وزير الصحة الايراني سعيد نمكي في رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأوضح في رسالته هذه أن الكمامات المنتجة محلياً غير متوفرة، وذلك بعد 20 يوما، من اعلانه تبرع إيران بمليوني كمامة إلى الصين، بالتزامن مع ذلك أمر مساعد وزير الصحة بوقف قبول المرضى غير الطارئين، وإلزام جميع المستشفيات في جميع أنحاء إيران بقبول المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا. وفي رسالته إلى الرئيس روحاني، قال نمكي إن زملاءه في وزارة الصحة يقومون يوميا، وعبر وسطاء، بشراء الأقنعة من المهربين في مختلف الأسواق بأسعار باهظة، وكان نائب رئيس جامعة قم للعلوم الطبية علي أبزاره، أكد اول من امس قبول 652 شخصًا في اربعة مستشفيات، وفي طهران أيضًا، نفدت قدرة المستشفيات المخصصة للحجر الصحي لمرضى "كورونا"، وأعلنت السلطات عن الاستعداد الطارئ لكثير من المستشفيات بسعة 400 سرير لاستقبال مرضى الفيروس. ووفقًا لتعليمات مساعد وزير الصحة، يجب على جميع المستشفيات التي تغطيها الوزارة، بما في ذلك المستشفيات العامة، والمستشفيات الخاصة، والخيرية، باستثناء المستشفيات المتخصصة، استقبال مرضى الفيروس.