تكتُّم على لقاء بري- الحريري وحظوظ التأليف أو الاعتذار متساوية

بيروت- "السياسة":

مع عودة الرئيس المُكلف سعد الحريري إلى بيروت، استعادت عملية تأليف الحكومة زخمها بشكل لافت، عبر لقاءات واتصالات بعضها بعيد من الإعلام، في سياق العمل من أجل ترجمة مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري القائمة على أساس حكومة الـ24، كفرصة أخيرة قبل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع.
وكشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" من مصادر معنية بمشاورات تشكيل الحكومة، أن "فرص النجاح والفشل متساوية حتى الآن، بانتظار مواقف الطرفين الأساسيين، الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، فإما يتوافقان على التشكيلة العتيدة التي لا ثلث معطلاً فيها لأحد، وتصدر مراسيم الحكومة هذا الأسبوع، أو يقود الفشل في التأليف الرئيس المكلف إلى الاعتذار".
وفيما استهلَّ الرئيس المكلف باكورة تحركاته المتصلة بمشاورات التأليف، بلقاء عقده بعد ظهر أمس، مع الرئيس بري في عين التينة، أعقبته مأدبة غداء، حيث جرى بحث في سبل إزالة العقبات من أمام الولادة الحكومية، غردت النائبة رولا الطبش، قائلة: "تكاد تتساوى فرص تشكيل الحكومة مِن عرقلتها... جهةٌ، يقودها الرئيس المُكلّف، تجتهد لتذليل كل العقبات، داخلياً وخارجياً. وجهةٌ، يقودها الهَوَسُ الرئاسي، تبتكر كل العقبات لتكريس الإعوجاج الدستوري والتصدّعات السياسية والاستنزافات الاجتماعية". وشددت بأنه "لا عودة إلى تسوية 2016".
ووسط هذه الأجواء الضبابية، يوحي تفاقم المعضلات المعيشية والحياتية في لبنان، أن قرار رفع الدعم عن السلع الأساسية قد بدأ تنفيذه من جانب مصرف لبنان، حتى لو لم يعلن عن ذلك رسمياً، بدليل ازدياد معاناة اللبنانيين بسبب فقدان المواد الغذائية المدعومة من الأسواق، توازياً مع استفحال أزمة المحروقات التي يجري تهريبها إلى سورية، فيما يتناقص الدواء في الصيدليات، مع بروز أزمة فقدان المعدات الطبية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، ما أصاب المستشفيات بحالة هلع شديدة، بعد توقف مصرف لبنان عن دعمها.
وقد أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، الى أن "الكميات التي نتسلّمها لا تكفي حاجة السوق وهي بالقطارة وهذا الأمر لم يعد يناسبنا لا كموزعين ولا كمحطات ولا كمواطنين، واصفاً الوضع بالصعب"، لافتا إلى عقد سلسلة اجتماعات واتصالات مع الشركات المستوردة والمديرية العامة للنفط.
من جهته، قال رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي: "إن النقابة لم تتبلغ رسمياً رفع الدعم عن المواد الغذائية، لكن في الواقع ما من موافقة على الملفات المقدمة، ما يبيّن عدم وجود دولارات للدعم".
وأشار الى انه "هناك نوايا لتحسين الوضع ولكن لا شيء ملموساً والدولار لامس الـ 13 ألفاً وبالتالي لم يتغيّر أي شيء فعلياً".
من جانبه، دعا رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، إلى "توحيد صفوف المعارضة لتقديم بديل شريك بمسيرة النهوض وإعادة بناء لبنان".
وقال: "هذه التركيبة عقيمة وحكومة المحاصصة لن تنقذ البلد والخيار الأخير التغيير من خلال الانتخابات".
واضاف: "هناك منظومة أمنية خارج نطاق الدولة، من يدافع عن اللبنانيين يجب ان يكون تحت راية الدولة ونريد ان يدافع الجيش عن البلد لا فئة معيّنة، وفي قيادة حزب الله ارتباط عضوي بإيران وحسابات القيادة تجر حزب الله لعدائية مع جزء من اللبنانيين".
وغرَّد النائب السابق وليد جنبلاط، كاتِباً: "لا بد من التفتيش على القوى الخفية التي تحوّل دون تشكيل الحكومة".