تكدس الطلبة في بعض المدارس ...فتش عن الغش والواسطة والقرابة

تساؤلات حول أسباب تكدس الطلبة
في بعض المدارس وتفريغها في أخرى

21 معلمة في روضة و14 في أخرى ومدارس كثافتها الطلابية تتجاوز الألف

ازدياد تكلفة الطالب في المدارس قليلة الكثافة بسبب زيادة عدد المعلمين


كتبت ـ رنا سالم:

كشفت دراسة تربوية حديثة عن سوء توزيع الطلبة والمعلمين في مختلف المناطق التعليمية ، وفيما طرحت الدراسة تساؤلات حول أسباب تكدس الطلبة في مدارس وتفريغ بعضها منهم اكدت مصادر تربوية لـ"السياسة" ان الغش يأتي في المرتبة الأولى لتكدس الطلبة واقبالهم على الالتحاق ببعض المدارس قبل فترة الاختبارات في المراحل التعليمية المختلفة.
وأضاف أن الواسطة وصلة القرابة في المرتبة الثانية حيث يفضل بعض أولياء الأمور التحاق أبنائهم بمدارس لهم صلة قرابة فيها سواء في الهيئتين الإدارية او التعليمية حرصا على مصلحة الطالب وزيادة الرعاية به، مشيرة الى ان تكدس المعلمين في مدارس بعينها يرجع الى سمعة المدرسة الإدارية الجيدة إضافة الى تفضيل بعضهم للعمل في مدارس تقع بالقرب من منازلهم رغبة في الابتعاد عن الازدحام المروري .
من جهتها، اكدت الدراسة تفاوتا في اعداد المعلمين بالمناطق التعليمية مقارنة مع اعداد الطلبة في المدارس ورياض الأطفال فضلا عن تكدس الطلبة في فصول بعض مدارس المناطق عن مدارس أخرى مما ترتب عليه زيادة التكلفة المالية السنوية للطالب في هذه المدارس، لافتة الى تصدر منطقة العاصمة التعليمية باعلى تكلفة للطالب مقارنة مع رياض أطفال المناطق الأخرى حيث وصلت التكلفة في روضة المنصور بواقع 12381 دينارا مقارنة مع عدد المعلمات البالغ عددهن 21 معلمة.
ولفتت الدراسة الصادرة عام 2019 و اشرفت عليها مديرة التخطيط دلال البالول واعدها فريق التخطيط في وزارة التربية برئاسة سميرة الفارس وعضوية أسماء البقشي واسراء بدر الى وصول عدد الطلبة في روضة البشاير لـ 206 أطفال، مبينة أن هذا عدد كبير مقارنة بأعداد المعلمات البالغة 14 معلمة فقط بواقع 15 طفلا لكل معلمة.
وأرجعت التباين في معدل تكلفة الطفل من روضة لأخرى إلى زيادة عدد المعلمات في بعض الرياض مقارنة مع قلة عدد الأطفال إضافة الى أن تكلفة الطالب في روضات العاصمة عالية جدا قياسا بالمناطق الأخرى.
وذكرت ان اعلى عدد أطفال في منطقة الأحمدي التعليمية سجلته روضة سعد بن معاذ بواقع 513 فيما بلغ معدل تكلفة الطالب فيها 3585 دينارا بينما بلغ اقل عدد أطفال في روضة الصريف بعدد 142 طفلا ومتوسط تكلفة 7537 دينارا، مشيرة الى ان الفرق الكبير بين عدد الأطفال يؤدي للتباين الكبير في معدل متوسط تكلفة الطفل .
وأوضحت الدراسة ان اقل متوسط لتكلفة طفل كان في روضة العبير حيث بلغ 3 الاف دينار مقارنة مع العدد الكبير للطلبة الذين بلغت كثافتهم في الفصل الواحد 36 طفلا بينما بلغ اعلى معدل لتكلفة طفل في روضة المسك حيث بلغ 8863 دينارا، مقارنة مع عدد المعلمات الكبير والذي بلغ 6 معلمات للفصل الواحد مقارنة مع بقية الرياض، لافتة إلى ان التفاوت في معدل متوسط تكلفة الطفل بين رياض الأطفال يتراوح بين 3000 و8800 دينار في الأحمدي وهو معدل كبير.
وأفادت الدراسة بأن عدد أطفال روضة السوسن في منطقة الجهراء بلغ 172 طفلا وعدد معلماتها 7 معلمات لكل فصل دراسي وهو عدد كبير مقارنة بروضة المروة التي بلغ عدد أطفالها 370 طفلا لكل فصل دراسي 3 معلمات مما يشير الى قلة عدد المعلمات مقارنة مع عدد الأطفال.
وأوضحت أن التفاوت بين متوسط تكلفة الطفل في رياض الأطفال بالجهراء بين2900 و5800 دينار وفي روضة عبدالملك الصالح بحولي التي بلغ عدد الأطفال فيها61 طفلا وهو عدد قليل مقارنة مع بقية المناطق لكون الروضة تقع في منطقة حولي التي تعد ذات كثافة سكانية قليلة للمواطنين القاطنين فيها .
وبينت الدراسة ان اعلى معدل تكلفة للطفل في الفروانية بلغ 10688 دينارا في روضة الأزهار التي بلغ عدد اطفالها 80 طفلا مقارنة مع عدد معلماتها الكبير البالغ 28 معلمة بواقع معلمة لكل طفلين تلتها روضة الربيع بتكلفة 9100 دينار للطفل في حين بلغ عدد اطفالها 97 طفلا وهو عدد قليل مقارنة مع عدد معلماتها البالغ 33 معلمة ، فيما ارتفع عدد الأطفال في روضة الجوزاء لـ 546 طفلا وبلغ عدد معلماتها 54 معلمة بواقع 10 أطفال لكل معلمة وجاءت روضة الكوثر الأعلى كثافة في اعداد الأطفال بمبارك الكبير حيث بلغت اعدادهم 314 طفلا وعدد المعلمات 45 معلمة بواقع 6 أطفال لكل معلمة في حين بلغ عدد أطفال روضة البهاء 93 طفلا وعدد المعلمات 25 معلمة بواقع 3 أطفال لكل معلمة .
وألمحت الدراسة لوجود طفرة كبيرة لمدرسة الفحيحيل الابتدائية في منطقة الاحمدي التعليمية في معدل تكلفة الطالب حيث وصلت لـ 13992 دينارا والتي تعتبر عالية جدا مقارنة مع مدارس المنطقة بالرغم من قلة عدد الطالبات البالغة 77 طالبة وعدد المعلمات 52 معلمة .
وفي الجهراء كانت مدرسة عائشة الأقل تكلفة بالرغم من ارتفاع عدد الطالبات ووصولهن لـ917 طالبة فيما كانت مدرسة بنت ابي سفيان الأعلى تكلفة حيث بلغت 8083 دينارا بالرغم من انخفاض عدد الطالبات بالنسبة لبقية المدارس ووصلن لـ216 طالبة .
وفي الفروانية وصل عدد طالبات مدرسة الفروانية لـ1002 طالبة فيما لوحظ وجود طفرة كبيرة في مدرسة جون الكويت بمبارك الكبير حيث بلغ متوسط تكلفة الطالبة 30278 بالرغم من قلة عدد الطالبات 56 طالبة و80 معلمة لكون المدرسة صعوبات تعلم .
وفي الاحمدي بلغ عدد المعلمين 90 معلما في مدرسة قتيبة لـ 796 طالبا في حين وصل عدد طلبة مبارك عبدالله الجابر 329 طالبا وفي مبارك الكبير ارتفعت تكلفة الطالب في مدرسة الخندق المتوسطة إلى 16167 دينارا مقارنة مع بقية المدارس واعداد الطلبة حيث تتضمن 73 طالبا وذلك لكونها صعوبات تعلم ، وفي حولي التعليمية وصلت اعداد طالبات مدرسة هند المتوسطة لـ 241 طالبة مع وجود 89 معلمة.
وبالانتقال للمرحلة الثانوية كانت مدرسة عروة بن الزبير الأكبر في عدد الطلبة مقارنة مع مدارس منطقة الجهراء التعليمية حيث وصل عدد طلابها لـ 1153 طالبا وعدد معلميها 132 معلما فيما كانت مدرسة محمد المهيني الأقل في اعداد الطلبة حيث بلغوا 480 طالبا وعدد معلميها 105 مما يعكس التفاوت في اعداد المعلمين والطلبة بين المدرستين.
وفي الفروانية انخفض عدد طلبة مدرسة مرشد سعد البذال لـ351 طالبا في وجود 81 معلما في حين اعتبرت مدرسة عبداللطيف الغانم ذات كثافة طلابية مرتفعة بواقع 763 طالبا ووجود 114 معلما ، وفي منطقة حولي التعليمية كانت مدرسة 25 فبراير الأقل في عدد الطالبات بواقع 277 طالبة و83 معلمة.


نتائج الدراسة

أشارت الدراسة الى وجود تفاوت بين تكلفة الطالب في بعض المدارس لتفاوت عدد المعلمين فيها إضافة الى ارتباط تكلفة الطالب بعدد المعلمين والطلبة في المدرسة مما يترتب عليه تفاوت التكلفة اذا كان عدد المعلمين اكبر من احتياج المدرسة له .



توصيات

أوصت الدراسة بإعادة توزيع تكلفة الطالب بما يتناسب مع اعداد الطلبة والمعلمين في المدارس إضافة الى إعادة توزيع المعلمين والمعلمات في بعض المدارس نظرا لتكدس الأعداد في مدارس وقلة الأعداد في مدارس أخرى .