محمد الفوزانعندما نذهب الى السياحة في بعض البلدان الأوروبية نرى كثيراً من التماثيل منصوبة في عواصمها، نقف الى جنب هذه التماثيل لكي نتصور الى جانبها غير مدركين لأفعالهم وماجلبوه للبشرية من فظاعات، فهذا تمثال ريتشارد قلب الاسد أمام قصر وستمنستر في لندن. ريتشارد قلب الاسد الذي قاد الحملة الصليبية الثالثة، وقتل ثلاثة الاف اسير مسلم بعد أن اقسم على حمايتهم! تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة في كتابها"الله ليس كذلك":" لم تعرف الفروسية النصرانية اي التزام خلقي تجاه كلمة الشرف، فالملك ريتشارد قلب الاسد الذي أقسم بشرفه لثلاثة آلاف اسير عربي أن حياتهم آمنة، لكنه امر بذبحهم جميعًا.- تمثال الملك غودفري في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل. وغودفري الذي قاد الحملة الصليبية الأولى التي احتلت بيت المقدس عام 1099،وارتكب مجزرة قتل فيها كل اهالي بيت المقدس وكان عددهم 100ألف نسمة، من ضمنهم النساء والأطفال والشيوخ والعجزة!يقول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه" حضارة العرب":" وكان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب مع النصارى لما دخلها من قرون، قال كاهن مدينة لوبوي ريموند داجيل: لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الأيدي والاذرع المبتورة، تسبح كأنها تريد الاتصال بجثث غريبة عنها.
ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك،فعقدوا مؤتمرا قرروا فيه إبادة كل سكان القدس، من يهود ومسلمين وخوارج النصارى، الذين كان عددهم 60 ألفا، فافنوهم عن بكرة أبيهم في 8 ايام، ولم يستثنوا امرأة ولا ولدا ولا شيخا". لهذا القادة والعالم المتحضر مدعو الإنسانية يفتخرون بقادتهم مرتكبي المذابح التي تقشعر لهولها الإبدان ويصنع لهم التماثيل!وعندنا بعض بني جلدتنا لا يطيقون سماع سيرة الفاتحين المسلمين وعلماء الإسلام!بل عندما نسافر نقف الى جنب هذه التماثيل لكي نتصور معها غير مدركين لأفعال اصحابها وماجلبوه للبشرية من فضاعات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.أما آن للعالم المتحضر أن يراجع نفسه ويزيل هذه القدوات الشنيعة السيئة التي أجرمت بحق البشرية، كما أزال وحطم الشعب الأميركي تمثال كولوبس؟إمام وخطيب