تمرد "فاغنر" ينتهي سلمياً.. بريغوجين إلى بيلاروسيا وقواته لقواعدها

موسكو، عواصم - وكالات: بعد ساعات من الترقب حبس خلالها العالم الأنفاس، بشأن مسار الأحداث التي شهدتها روسيا عقب تمرد مقاتلي "فاغنر" واستئلائهم على مقرات قيادة للجيش الروسي وتقدم أرتالهم باتجاه العاصمة موسكو، تم نزع فتيل الانفجار بتوصّل الكرملين وقائد "فاغنر" بريغوجين لاتفاق، أوقف بموجبه الأخير تمرده وغادر الى بيلاروس بوساطة من رئيسها ألكسندر لوكاشنكو.
وتعهدت الرئاسة الروسية بحسب تصريحات المتحدث باسمها ديمتري بيسكوف بعدم ملاحقة مقاتلي "فاغنر" ورئيسهم بريغوجين، وقف أي ملاحقة قضائية بحق مقاتلي المجموعة الذين لطالما احترمت موسكو أعمالهم البطولية على جبهات القتال في أوكرانيا، مشددا على أن الهدف الأسمى هو تجنّب حمّام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبّؤ بنتائجها، مشيدا بتسوية الأزمة وانتهائها من دون مزيد من الخسائر.
وقال بيسكوف إن أبرز نقاط الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في إطار وساطة مينسك لإنهاء التمرد المسلح الذي خاضه مرتزقة "فاغنر"، تمثلت في توقيع مقاتلي "فاغنر" الذين لم يشاركوا في التمرد عقودًا مع وزارة الدفاع، ولن تتم مقاضاة المقاتلين الآخرين، فيما ذكرت وكالة أنباء "روسيا اليوم" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الضامن لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه بوساطة من لوكاشينكو.
كما أكد المتحدث باسم الكرملين أن ما حدث لن يؤثّر بأي حال من الأحوال على مسار ما تسميه موسكو العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشددًا على أن القوات الروسية تواصل بنجاح صد الهجوم الأوكراني.
في الأثناء، واصلت قوات مجموعة "فاغنر" العسكرية انسحابها من جنوب روسيا والعودة إلى معسكراتها، في حين بدأت السلطات رفع القيود الأمنية بينما يعمل الكرملين على محو آثار التمرد القصير الذي أثار مخاوف من حرب أهلية في الدولة النووية الكبرى، وأعلن حاكما مقاطعتي فورونيج وليبيتسك مغادرة وحدات مجموعة "فاغنر" المنطقتين اللتين تبعدان عن موسكو نحو 450 كيلومترا.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه على تواصل دائم مع مسؤولي وزارة الدفاع، مضيفاً أن بلاده لا تزال واثقة من نجاح خططها المتعلقة بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مضيفاً أنه يعطي أولوية قصوى للعملية العسكرية.
وشدد الرئيس الروسي على أهمية تعزيز القدرة الدفاعية لروسيا مع التركيز على التنمية الاقتصادية والوفاء بالالتزامات الاجتماعية تجاه المواطنين الروس، موضحا أن جدول أعماله يتضمن عقد اجتماعات ومحادثات هاتفية منتظمة ومناقشات حول القضايا المتعلقة بالإنتاج في المجمع الصناعي العسكري.
وفي سياق الحرب الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجمات للجيش الأوكراني قرب مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا، فيما أعلنت كييف أن قواتها أحرزت تقدما في الجبهة، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة باتجاه باخموت شاركت فيها 10 وحدات من المركبات المدرعة.
في المقابل، قال المتحدث باسم منطقة عمليات تافريا جنوب شرق أوكرانيا فاليري شيرشين، إن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع باتجاه مدينة دونيتسك، كانت تحت سيطرة الانفصاليين والقوات الروسية منذ العام 2014، وهو ما أكده أيضا قائد الجبهة الجنوبية بالجيش الأوكراني أولكسندر تارنافسكي.
وأضاف شيرشين أن القوات الأوكرانية نفذت هجوما بدعم من الطيران الحربي والمدفعية في منطقة كراسنوغريفكا مكنها من التقدم باتجاه تلك المواقع، كما أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار إحراز تقدم في كل المحاور التي هاجمت فيها القوات الأوكرانية.