د. خالد عايد الجنفاويمصطلح "تمكين الذات" له دلالة معينة في علم النفس، وفي حقل تنمية وتطوير الذات، وهو يشير بالضبط الى ممارسات سلوكية، ونفسية وفكرية ذاتية مقصودة يهدف من يمارسها الى تقوية شخصيته، لا سيما ما يرتبط باكتشاف وتعزيز قدراته الذاتية بهدف تولي كامل المسؤولية عن نفسه، والتحكّم بمصيره الحياتي.ومن بعض خطوات وأهداف، وسلوكيات، ووسائل تمكين الذات من أجل تقوية الشخصية، نذكر التالي:- أولى خطوات تمكين الذات بهدف تقوية الشخصية تتمثّل في إيجاد رغبة واستعداد نفسي صادق لفرض السيطرة التامة على المصير الحياتي الذاتي، خاصة العزم الارادي على تولي كامل المسؤولية عن النفس، وتحديد أهداف شخصية، يبدأ الانسان في السعي الجاد الى تحقيقها من دون الانصات لأي صوت ضعف يصدر من شخصيته القديمة، أو يلقى عليه من العالم الخارجي.- الأهداف الأساسية وراء تمكين الذات بقصد تقوية الشخصية تتجسّد في تحقيق الرضا عن الذات، واكتشاف الإمكانات الذاتية الكامنة، وتحويلها قدرات ومهارات حياتية، فعّالة ومجزية، ووصول القمة في الثقة بالنفس، ما يؤدي حتما الى أن يصبح الانسان قويَّا في ظاهره وفي باطنه.- سلوكيات تمكين الذات لتقوية الشخصية: إظهار القدرة على الحزم، والتركيز الذهني الارادي، والتصميم، وصلابة العزيمة، والتحكّم بردود الفعل الشخصية، وقوة الفؤاد عند مواجهة التحديّات، والوعي بالذات، والثقة التامة بالنفس، وإظهار الموثوقية، وانسجام وتوافق المبادئ الأخلاقية الشخصية مع ما يقوله، وما يفعله المرء بشكل مستمر في سرّه، وعلنية.
- أهم الوسائل الفعّالة لتقوية الشخصية هي: ضبط النفس، والتحكّم بالعقل، والانضباط الذاتي، وتقوية المناعة العاطفية، وترسيخ ميول بنّاءة في العقل الباطن، وتحديد الأهداف الشخصية الحقيقية، وليست التي يفرضها الآخرون على الانسان.والتوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، وإيقاف العلاقات مع الشخصيات السامة، وممارسة التأكيد الذاتي الإيجابي يوميا، ورصد نقاط ضعف الشخصية، ووضع جدول زمني محدد لإزالتها، وممارسة اليقظة الذهنية في الحياة، الخاصة والعامة.وحصر القراءة في ما ينفع في تقوية الشخصية، والتوقف عن مخالطة التافهين، والمتشائمين، والمتسكعين التائهين على دروب الحياة، والإعراض عن الصداقات المزيفة، والتنقيب عن الصداقات الحقيقية.كاتب كويتي@DrAljenfawi