تنمية... ماكو

سطام أحمد الجارالله

تؤكد المؤشرات كافة عدم وجود نية صادقة في المضي بالتنمية في هذا البلد وفقا لما يطمح له المواطن، واخر تلك الدلائل الخلاف على الدوام بين الجهات الحكومية، وهو طبعا خلاف لا محل له من الاعراب، خصوصا اذا كانت انتاجية الموظف 45 دقيقة في اليوم، فكيف لمثل هؤلاء الموظفين ان ينفذوا خطط تنمية كتلك التي نقرأ عنها في برامج الحكومات؟
هل فعلا هناك من يريد ان يخدم هذا البلد بامانة ومؤمن انه وطنه الذي لا بديل عنه، او يعتبره مجرد منجم يغرف منه المال فقط، وهل الوظيفة، وفقا لما هو ثابت في الدستور والقوانين المرعية، هي خدمة وطنية عامة يؤديها المواطن من اي موقع كان؟
من المهازل ان تشغل قضية من هذا النوع مؤسسات رسمية عدة، وتتحول موضوع خلاف ونقاش، واخذ ورد، فيما هناك قانون ينظم هذه المسألة، ولا يحتاج الى كل هذه النقاشات، لكن يبدو ان عدم وجود حماسة للعمل، يجعل البعض يبحث عن اي مبرر للاضراب والاعتصام، حتى لو كان انتاجه اليومي لا يتعدى ثلاثة ارباع الساعة.
ما يجري من مماحكات بين الوزارات، او بين كل وزارة والعاملين فيها، لا يعني الا امرا واحدا، وهو غياب الاحساس بالمسؤولية، وكأننا في روضة اطفال وليس في مؤسسات رسمية مسؤولة عن ادارة شؤون قطاعات كبيرة، ورعاية مصالح الناس.
ربما هناك من يستغرب ان الكويت اصبحت حاليا في اخر ركب دول الاقليم، المشابهة لظروفها الاجتماعية والثقافية، او بمعنى اخر باتت متخلفة عن بقية دول الخليج الاخرى، لكن اذا عرف السبب زال الاستغراب، وربما تأسف على الحال التي اصبحنا عليها، ففي الكويت اخذ الغرور من الناس كل مأخذ، وبتنا اسرى الماضي، وليس لدى الكثير من الكويتيين النية لتغيير ما هم عليه، واضافة الى كل ذلك اصبح الجميع خبراء في السياسة والاقتصاد، ولم يعد الموظف يؤدي عمله كما هومفترض، لانه يرى في نفسه انه مسؤول، ولذلك يريد ان يدوام وفق مزاجه وليس وفق القانون.
طبعا في هذه الحال يصبح الحديث عن نهضة وتنمية و"كويت 2035" ضربا من الخيال، لان ينطبق على الكويتيين ما قاله غوار الطوشه في احدى مسرحياته :" شعب كله مسؤولين من اين اجيب لكم موظفين"؟ ويقولون لك سنستغني عن العمالة الوافدة!
كيف، هل تشرحون لنا وانتم مختلفون على نصف ساعة في الدوام وانتاجيتكم 45 دقيقة في اليوم؟