الثلاثاء 17 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

تهرُّب شركات التكنولوجيا من الضرائب يُحوِّلها لكيانات احتكارية عملاقة

Time
السبت 29 فبراير 2020
View
5
السياسة
برزت قضية لضريبة الرقمية على شركات التكنولوجيا الكبري عندما تجادل وزير الخزانة البريطاني "ساجد جاويد" مع نظيره الأمريكي "ستيفن منوشين" حول مستقبل الضريبة الرقمية على شركات التقنية الكبرى وذلك بعد ان فشل العالم في معالجتها بشكل كامل وفقا لـ "ارقام".
واحتدام الخلاف بين الشركاء في السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد من الحكومات بشأن شركات التقنية العملاقة (أكبرها في أمريكا) بشأن تجنبها للضرائب في الاتحاد الأوروبي، ونشبت الحرب الكلامية بين الوزيرين بعد فترة ليست بالطويلة من تراجع فرنسا عن خطة لاستهداف شركات أمريكية بضريبة رقمية.
التراجع جاء بعد تهديد واشنطن بفرض ضرائب على وارداتها من البضائع الفرنسية، ومع ذلك، تبدو المملكة المتحدة وبلدان أخرى مُصرة على فرض الضريبة الرقمية . التسييس يؤخر العلاج يبدو أنها لعبة قوة سياسية، إنها محاولة مدروسة بعناية من قادة الدول، ويستخدم كل منهم المخاوف بشأن مساهمات الشركات في الاقتصاد، لإحراز نقاط سياسية ضد بعضهم البعض، وإذ لا يمكن إنكار ضرورة دفع الشركات ضرائب معقولة، فمن الإنصاف أيضًا الإشارة إلى أن ذلك ليس ما يدور حوله النقاش. بطريقة أو بأخرى، يجب معالجة أساليب التهرب من الضرائب الخاصة بالشركات التقنية الكبرى، وإذا كانت التهديدات الفردية سواء من فرنسا أو بريطانيا ستدفع الولايات المتحدة لقبول ضريبة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فربما يكون ذلك أفضل. هناك مشكلة أكبر تحدق بالعالم الآن، وهي تحول شركات التقنية إلى عملاقة مدمرة، وبمعنى آخر، فإنها تشكل كيانات احتكارية ضخمة تمنحها سلطة وقوة لا نهاية لها في العديد من الأسواق. على سبيل المثال، شركة "فيسبوك"، وهي بالأساس منصة واسعة الانتشار للتواصل الاجتماعي، تبني الآن مملكتها الاحتكارية من الإعلانات مرورًا بالاتصالات ووصولًا إلى الخدمات المالية، ودائمًا ما تحاول أن تكون سباقة بالإنجاز وتستمد قوتها من قاعدة مستخدمين تبلغ 2.8 مليار شخص. يعيش العالم في عصر تتحكم فيه الآن مجموعة صغيرة من الشركات بسرعة وفي جميع مجالات الحياة، وحقيقة أن اللاعبين التقنيين الرئيسيين يهربون من الضرائب هي نتيجة مباشرة للاحتكارات التي يشكلونها، وليست المشكلة الأساسية ذاتها. من خلال التركيز على المسائل الضريبية، سيكون العالم بذلك يحاول معالجة الأعراض وليس الأسباب، وإقرار الضريبة الرقمية لن يحل التحديات الحقيقية .
في مطلع القرن الجاري، عالج العالم مشكلة شبيهة، حيث واجهت شركة "مايكروسوفت" اتهامات بالاحتكار استدعت تحرك الجهات التنظيمية ضدها، وكانت الشركة تتمتع بقوة فريدة في ذلك الوقت، ومع ذلك، لا تزال أعمالها مزدهرة الآن، لكن بين مجموعة من المنافسين الاحتكاريين في المجالات الرقمية.
إن الطريقة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة بفعالية وإبقاء شركات التكنولوجيا الكبرى متحملة للمسؤولية، هي أن تعمل الحكومات معًا لتفكيك الاحتكارات، وهي ممارسة معروفة تاريخيًا، وكان أبرز محطاتها عند تفكيك إمبراطورية "ستاندرد أويل" في اميركا.
آخر الأخبار