تهنئة المسيحيين بالأعياد واجبة إنسانياً ولا مكان لأصوات النشاز

غريب: عموم المسيحيين الكويتيين وغيرهم تلقوا التهنئة من إخوانهم المسلمين

تعديل قانون التجنيس ليشمل كل الديانات يوسِّع قاعدة المواطنين المسيحيين

الرشيد: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب انساني لأنها
تعزز قيم المحبة والتسامح

البغلي: الدول التي صدَّرت لنا التشدد اتجهت للانفتاح وأصوات النشاز تصرخ لدينا



كتب ـ ناجح بلال:


أكدت فعاليات كويتية لـ" السياسة" أن الكويت بلد التسامح والمحبة والتعايش بين الأديان وتهنئة المسيحيين بالأعياد واجبة إنسانيا لانها تعزز قيم المحبة والتسامح، وأشاروا إلى أن عموم المسيحيين الكويتيين وغيرهم تلقوا التهنئة من إخوانهم المسلمين.
وأضافوا أن الدول التي صدرت التشدد إلى الكويت اتجهت للانفتاح فيما أصوات النشاز مازالت تصرخ لدينا في الاتجاه المعاكس.
على الطرف المقابل، رأى بعضهم أن الله تعالى قال:"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" ولذلك فالتهنئة غير جائزة، كما كشفوا عن تفاصيل أخرى في التالي:
بداية، يقول قس الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت عمانويل غريب إن عموم المسيحيين الكويتيين وغيرهم مازالوا يتلقون التهنئة من اخوانهم المسلمين بعيد ميلاد المسيح كما هو الحال كل عام، مبينا أنهم لم يستمعوا للاصوات التي تصر على عدم تهنئة المسيحي بأعياد الميلاد.
وأضاف غريب، ان الكويت دولة ديمقراطية وتعيش اجواء المحبة والتسامح ولذا يمارس الكل عقيدته دون عراقيل او منغصات خاصة وان القيادة السياسية المتمثلة في سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد دائما تركز على شيوع أجواء المحبة بين الجميع دون تمييز كما كان جميع حكام الكويت يسيرون على النهج نفسه.
وعقب عمانويل على عدد المسيحيين الكويتيين القليل الذي وصل حتى منتصف 2018 نحو 290 كويتيا قائلا : إن هذا يعكس قلة عدد المواطنين المسيحيين ولهذا تزداد اعدادهم بقليل، لافتا الى ان مقترح احد نواب مجلس الامة الذي طالب فيه بتعديل قانون التجنيس ليشمل كل الديانات الذي وافقت عليه اللجنة التشريعية وينتظر التصويت العام من قبل مجلس الامة، لافتا إلى أن الموافقة النهائية عليه توسع قاعدة المواطنين المسيحيين في الكويت.
من جهته، قال الأمين العام لمظلة العمل الكويتي "معك" انور الرشيد ان تهنئة غير المسلمين بأعيادهم واجب انساني لانها تعزز قيم المحبة والتسامح بين المسلم والمسيحي، داعيا إلى عدم الالتفات للأصوات النشاز التي تحاول تشويه صورة الإسلام من خلال شحن الاجيال المسلمة بالغلو التطرف.
وذكر الرشيد ان هذه المناسبات فرصة للتعبيرعن المشاعر الانسانية رغم وجود بعض الذين يعتقدون انهم على الصواب وغيرهم على باطل وهؤلاء يحاولون جر البلاد الى الشحناء والبغضاء.
من جانبه، رأى وزير النفط الاسبق والكاتب علي البغلي أن الذين يرفضون تهنئة المسيحيين بأعياد ميلادهم نشاز في المجتمع ولايمتون بصلة لما جبلنا عليه، فالكويت منذ القدم تعيش في التواد والتآلف والمحبة مع الجميع فلافرق بين مسلم شيعي ومسلم سني ولافرق بين مسلم ومسيحي.
أضاف ان يهودا في السابق كانوا يعيشون على ارض الكويت وكانوا يعاملون معاملة طيبة كالمواطنين، مبينا أن هذه الأصوات النشاز قدمت علينا من بعض البلدان الشقيقة التي تحمل فكر التكفير والتشدد والتزمت.
وأوضح إن هذه الدول التي صدرت بعض المتزمين للكويت الان تنفتح وتتجه للتسامح، ولكن الاصوات المغالية مازالت ترفع صوتها في المجتمع الكويتي.
وتوجه البغلي بالتهنئة للمسيحيين كويتيين وغيرهم بمناسبة قدوم عيد ميلاد المسيح.

غير جائزة
على الضفة المقابلة، قال الباحث والمحامي مانع العجمي:"لايجوز تهنئة المسلم للمسيحيين في اعيادهم ولا بأعياد الكريسماس لأن الاسلام لم يأمر المسلمين بذلك، موضحا أن فتاوى علماء الاسلام لم تبح ذلك ومنها فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء التي ذكرت أنه لايوجد دين حق سوى الاسلام وأنه خاتمة الاديان وناسخ لجميع ماقبله من الاديان والملل والشرائع ولم يبق على وجه الارض دين يتعبد به الله سوى الاسلام، فقد قال الله تعالى :"ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه".
وذكر العجمي ان "الفتاوى بينت ان من أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى:"لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة".
وأضاف إن الله جل وعلا وقال:"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية" وغيرها من الآيات، مبينا أنه ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"