الأحد 08 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

تهنئة غير المسلمين بأعيادهم... جدل متجدد وسط اختلاف فقهي

Time
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022
View
5
السياسة
المؤيدون:
* البغلي: على الرافضين أن يعودوا لركوب الجمال ويتركوا الطائرات والسيارات
* حيات: الحكومة تساعد التيارات المتشددة لنشر الفكر المتطرف وإلهاء الشعب بقضايا هامشية
* الإبراهيم: كثير من فقهاء الإسلام أجازوا تقديم التهنئة للمسيحيين دون إثم ومنهم شيخ الأزهر


المعارضون:
* الغانم: أرفض تهنئة من يقرون بأن الله ولد في هذا اليوم
* الحطاب: نعترف بفضلالنصارى لكن تهنئتهم بميلاد المسيح لا تجوز




تحقيق - ناجح بلال:

مع قرب نهاية عام 2022 وفي ظل الاحتفال بالكريسماس تطفو على السطح في هذه الأيام من كل عام إشكالية تقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد من عدمه. "السياسة" استطلعت آراء عدد من الشخصيات السياسية الذين رأوا أن منع تقديم التهنئة للمسيحيين بالكريسماس يعد من الغلو ويفرغ الإسلام من مضمون التسامح فيما تباينت آراء عدد من رجال الدين ما بين مؤيد ومعارض.
بداية يقول وزير النفط السابق والمحامي علي البغلي إن عدم تقديم التهنئة للمسيحيين بميلاد الرسول عيسى عليه السلام يعد من الغلو والتطرف، خاصة وأن الإسلام يدعو للتسامح مع الآخرين، حيث أمر الله المسلمين بالتعامل برفق وحب مع غير المسلمين، مشيرا إلى أنَّ المجتمع الكويتي لا يزال يعاني من تيارات متشددة هدفها جعل الكويت "قندهار" الثانية. ولفت البغلي إلى أنَّ من يرفض تقديم التهنئة للمسيحيين عليه أن يترك السيارات والطائرات ويعود لركوب الجمال، ويبتعد عن استخدام أجهزة التكييف، طالما أن معظم من اخترع كل هذه الأجهزة من المسيحيين.
ومن ناحيتها، رأت الناشطة في مجال الحريات ورئيسة الجمعية الكويتية الليبرالية سابقا إيمان حيات أن الذين يمارسون المغالاة ويرفضون تقديم التهنئة للمسيحيين في أعيادهم يجرون البلاد للتشدد والتطرف، معتبرة أنَّ الحكومة تساعد تلك التيارات المتشددة على نشر الفكر المتطرف من أجل إلهاء الشعب بقضايا هامشية.
وأشارت حيات إلى أن هذا النفس يكرر كل سنة في ظل صمت الحكومة التام، رغم أن الكويت لها معاهدات مع دول مسيحية كبرى، فضلا عن أن هناك مسيحيين من الكويتيين وغيرهم فكيف لايتم تقديم التهنئة لهؤلاء. ومن جانبه قال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد الإبراهيم إن الإسلام ينبذ التشدد ويدعو للتسامح مع الأديان الأخرى، ومن هذا المنطلق لا يوجد أي مانع من تقديم التهنئة للمسيحيين في أعيادهم، كنوع من المجاملة لفرحهم فقط، خاصة وأن القرآن الكريم يدعو لحسن التعامل مع أهل الكتاب. وأكد الإبراهيم أن كثيرا من الفقهاء أجازوا تقديم التهنئة للمسيحيين دون إثم، خاصة وأن شيخ الأزهر قدم التهنئة للنصارى في عيد الميلاد المجيد.
وعلى الطرف الآخر؛ رفض الموجه العام للتربية الاسلامية السابق، الكاتب الصحافي د. حمود الحطاب تقديم التهنئة للمسيحيين بمناسبة الكريسمس، قائلا: لا يجوز ذلك طالما أنهم يعتقدون أن الله "ولد ويولد"، معتبرا أن هذا يخالف بالتبعية توجه المسلم، وضد العقيدة الإسلامية التي تدعو للتوحيد، ومن واجب المسلم أن يصحح العقيدة لغير المسلم.
ورأى د. الحطاب أن من حق النصارى على المسلمين أن نقدم لهم التهنئة عندما يولد لهم أبناء، أو عند زواجهم، أو زواج أولادهم، وفي حال توظيفهم، مبينا أن أهل الاسلام مع اعترافهم بفضل علماء الغرب من المسيحيين ممن قدموا اكتشافات واختراعات ودورهم في الكهرباء والتكييفات والسيارات وخلافه، لكن لا يجوز تقديم التهنئة لأي مسيحي فيما يتعلق بعيد ميلاد المسيح، وهذا الأمر ينبغي ألا يغضبهم عملا بقوله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
وأيد الداعية الإسلامي الشيخ صالح الغانم كلام د. الحطاب مبيناً أن الفقهاء نصوا على عدم جواز تقديم التهنئة للمسيحيين بعيد الميلاد خاصة، مشيرا إلى أن أتباع الديانة المسيحية يرون أن المسيح هو الله، وأن الله ولد في هذا اليوم. وتساءل الشيخ الغانم مستنكرا: "كيف نقوم بتهنئة من يزعم أن الله ولد في هذا اليوم؟"، مشيرا إلى أنه من مبدأ الولاء والبراء يجب ألا نتبع من يسيء إلى الله خاصة، والله عز وجل قال في كتابه العزيز "تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا"، وذهب إلى القول: "أما بالنسبة لبعض رجال الدين الذين أجازوا تقديم التهنئة للمسيحيين وأفتوا بجواز ذلك فحسابهم عند الله".
آخر الأخبار