تو الناس!

طلال السعيد

بعد أن وصل تمويننا الى سوهاج بمصر والى دير الزُّور بسورية وكلكتا بالهند، صحت وزارة الشؤون بالتعاون مع وزارة التجارة لتغلق فرع التموين في احدى جمعيات مبارك الكبير، ولم تحدد اسم الجمعية بعد ان اكتشفوا ان هناك عصابة تسرق الزائد عن حاجة المواطنين، والزائد عن الحاجة يعني التموين الذي لم يستلمه صاحبه لسبب اولآخر فيسرق ويباع بالسوق السوداء، ثم يتقاسم أفراد العصابة المربح. طبعا العصابة كلهم من الوافدين من جنسيات مختلفة لم تتفق في يوم من الايام فيما بينها الا على سرقة تمويننا! وقد احيل الملف بالكامل الى النيابة التي باشرت التحقيق ولم تنشر تفاصيل الموضوع ولا جنسيات العصابة ولا حتى اسم الفرع الذي أغلق. الشيء الذي لاتعرفه وزارتا الشؤون والتجارة ان كل الكويت تتحدث منذ سنوات عن سرقة التموين، وكل الكويت تطالب بتعيين المتقاعدين الكويتيين من اصحاب الخبرة والعسكريين المتقاعدين بفروع التموين لنضمن على الأقل حفظ تمويننا أو معرفة أين يذهب بدلا من الجنسية إياها المسيطرة على فروع التموين في كل جمعيات الكويت من دون استثناء، وليس هناك أذن صاغية وليس هناك مجيب، حتى منافذ الحدود التي تبحث بالاساس عن مهربي السجائر ألقت القبض على كميات كبيرة من مواد التموين المهربة ولَم تتساءل الوزارتان المعنيتان: كيف تمت سرقة كل تلك الكميات من حسابات المستفيدين؟حتى انهم قالوا ان المستفيدين هم من يبيعون التموين الى ان ظهر ان الرقم السري او (الكود) الذي يدخلون به على حسابات التموين بيد احد أفراد العصابة الذي سهل لهم الدخول الى تلك الحسابات وسرقة تموين من لم يستلم تموينه أو أخذ بعضه وترك البعض الاخر لعدم الحاجة، فيدخل أفراد العصابة الى (السستم) لسرقة المتبقي من تموين الشهر، ثم يباع بالسوق السوداء ليتقاسم أفراد العصابة المربح!! كل هذا يحدث لأننا سلمنا (لحانا) بيد عصابات الوافدين وعلينا ان نتحمّل نتف اللحى، فمن سلم أمره لغيره عليه ان يتحمل، فكأن الكويت قد خلت من المواطنين الصالحين الذين هم اهل للامانة ويحرصون على مصالح بلدهم،فبدلا من إغلاق فرع التموين لماذا لا تبدأ الوزارتان بتكويت كل فروع التموين من المتقاعدين الكويتيين ومن في حكمهم وتولي الامر لأهله بدلا من السرقات التي ليس لها حد. وقديما قيل:ماحك جلدك مثل ظفرك،أما هذه الصحوة المتأخرة للوزارتين فنقول لها (تو الناس) الا اذا كان شعاركم ان تصل متاخرا خير من ان لا تصل ابدا،
المهم اننا بحاجة الى مسؤول هنا او هناك يده لا ترتجف وهو يتخذ قرار تكويت كل فروع التموين بلا استثناء، كخطوة أولى نحو الإصلاح والقضاء على الفساد المستشري في فروع التموين.. زين