تايبيه، عواصم - وكالات: توعّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بمعاقبة من يسيء إلى بكين حتماً، وذلك في ظل ما تسببت به زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، من توترات، وقال وانغ على هامش اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا في بنوم بنه: "هذه مهزلة خالصة، الولايات المتحدة تنتهك سيادة الصين تحت ستار ما يسمى بالديموقراطية، سيُعاقب الذين يسيئون للصين حتماً".وفي سياق نيتها معاقبة المسيئين فعلا، أعلنت الصين فرض عقوبات اقتصادية على تايوان، وعلقت إدارة الجمارك الصينية، استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة. وأكدت أنها رصدت "مرارا" نوعا من الطفيليات الضارة على ثمار الحمضيات، وسجلت مستويات مفرطة من مبيدات الحشرات.كما أعلنت وزارة التجارة من جانبها، "تعليق تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان اعتبارا من أمس، دون إبداء أي تفسير.في المقابل، اعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع التايوانية أن التدريبات العسكرية الصينية تهدد الموانئ الرئيسية والمناطق الحضرية في الجزيرة، ووعد بـ"تعزيز" الدفاعات والرد بحزم.وقال إن التدريبات تشكل "محاولة لتهديد موانئنا ومدننا المهمة ولتقويض السلام والاستقرار الإقليميين من جانب واحد".من جهتها، انتقدت كوريا الشمالية ما وصفته بـ"التدخل الوقح" للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وفق وسائل إعلام رسمية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية إن بيونغ يانغ "ستدعم بالكامل" موقف بكين، محملاً واشنطن مسؤولية إثارة التوترات في المنطقة.وكانت الطائرة التي تقل رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، غادرت تايوان أمس، متجهة إلى كوريا الجنوبية، المحطة التالية في جولة آسيوية تشمل أيضا سنغافورة وماليزيا واليابان، حيث أقلعت طائرتها من مطار بالعاصمة تايبه في حوالي الساعة السادسة مساء (1000 بتوقيت غرينتش) بالتوقيت المحلي.والتقت بيلوسي التي تقود وفدا يضم خمسة أعضاء آخرين في الكونغرس، ممثلين من مجلس النواب التايواني، وخلال الزيارة تعهدت بالتضامن مع تايوان، مشيدة بـ"ديمقراطيتها".وقالت بيلوسي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة تايوان تساي إينغ وين في تايبيه، إن زيارتها للجزيرة توضح "بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان"، معتبرة تضامن الولايات المتحدة مع تايوان أمر بالغ الأهمية الآن أكثر من أي وقت مضى، مضيفة أن عزم واشنطن على الحفاظ على الديمقراطية في تايوان وبقية العالم لا يزال صلبا.وأدت زيارة بيلوسي، أرفع مسؤولة أميركية منتخبة تصل تايوان منذ 25 عاما، إلى تصاعد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ اعتبرتها بكين بمثابة استفزاز كبير.وجاءت الزيارة وسط تحذيرات وتهديدات شديدة اللهجة من الصين، وقال الجيش الصيني إنه في "حالة تأهب قصوى" و"سيشن سلسلة من العمليات العسكرية المستهدفة" ردا على الزيارة، معلنا خططا لسلسلة تدريبات عسكرية في المياه حول الجزيرة بدأت أمس.