الأحد 20 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

توزيع الثروة!

Time
الاثنين 08 أبريل 2019
السياسة
طلال السعيد

مطالبة جديدة بدأ يتحدث بها من يركبون موجة إسقاط القروض والباحثون عن الشهرة على حساب مشاعر عبَّاد الله المقترضين، الذين يعانون الأمرين من صعوبة الوفاء بالتزاماتهم نتيجة تراكم الديون، وارتفاع كلفة المعيشة، والذين ينتظرون الحل بفارغ الصبر، وفي الوقت نفسه لم يطرح منظمو حملة إسقاط القروض حلا وسطا يقرب وجهات النظر بين الحكومة والمقترضين، رغم علمهم سلفا ان إسقاط القروض بجرة قلم مرفوض تماما من الحكومة، فليس هناك شيء اسمه إسقاط القرض، وهو ما يصر عليه المنظمون بينما أطراف حكومية تقول انها مستعدة للتفاهم مع أي طرح آخر يتضمن تحقيق العدالة الاجتماعية، ويخفف معاناة الناس، واتصور ان هناك اكثر من حل لازمة القروض، بعيدا عن موضوع شطب الدين الذي يبدو أن بابه مغلق، فيما اليوم يطرح اصحاب الحملة طرحا جديدا يبدو أنه اصعب مما سبق، فالأخوة الان تحولوا الى المطالبة بإعادة توزيع الثروة!
ولا أعرف سببا يجعل الناس تقتنع بمثل هذا الطرح الشاذ، فالذي يوزع الثروة ومقسم الأرزاق هو الله سبحانه، والامر له جل وعلا، من قبل ومن بعد، ولم يحدث في دولة من دول العالم، ان تم توزيع الثروة، اذ كيف يتم طرح مثل هذا الامر غير المقبول، وكيف ايضا يتم تصديقه؟
المسألة ليست مسألة ثري توفى فيتم توزيع ثروته بين الورثة، وينتهي الامر، فنحن في دولة مؤسسات لا يمكن، بأي حال من الأحوال، توزيع ثروتها من دون مبرر قوي، يشمل كل فئات الشعب، مثل تثمين البيوت الذي حصل في عهد الاستقلال، ولا يمكن ان يتكرر إلا في حال نزع الملكية للمنفعة العامة، وهذا موضوع آخر، أما ان يطرح توزيع الثروة من اجل مطالبات المقترضين، فهذا من المستحيل تطبيقه، وسبق ان قلنا للجان المطالبة:اذا أردت ان تطاع فاطلب المستطاع.
فإذا بهم يطالبون بإعادة توزيع الثروة، فهل توجد دولة في العالم تلتفت لمثل هذه المطالبة المستحيلة، والمشكلة ان هناك من يصفق لمثل هذا الطرح، وكان الله في عون المقترضين الذين ينتظرون الحل...زين؟
آخر الأخبار