الاقتصادية
توقُّع نمو سوق الأمن المعلوماتي بنسبة 12 % إلى 150 مليار دولار العام الحالي
الخميس 27 مايو 2021
5
السياسة
أدت التهديدات المعلوماتية في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم إلى انفجار تكاليف الشركات والمؤسسات في سوق يشهد حالة تجديد مستمرة.حيث زاد الطلب بصورة كبيرة على أجهزة حماية ومراكز مراقبة عن بعد وتشفير وإدارة الهويات، كما ارتفع عدد صيادي مكافآت للعثور على الثغرة في الأنظمة خلال السنوات الاخيرة. وأشار هنري اغران رئيس الاتحاد الفرنسي لمديري تكنولوجيا المعلوماتية إلى تعقيد الاجراءات الوقائية من الهجمات الالكترونية، وهو ما يؤدي الى كلفة إضافية للشركات والدول.وتتوقع شركة غارتنر الأميركية التي تعتبر مرجعا، نموا بأكثر من 12% للسوق العالمية للامن المعلوماتي العام الحالي الى 150 مليار دولار بعد ارتفاعها بنسبة 6.4% في 2020.احدث اختراق امني في العالم كان حين أقرت شركة "كولونيال بايبلاين" في صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنها اضطرت لدفع فدية بقيمة 4,4 مليون دولار لقراصنة معلوماتية قاموا بشل الشركة التي تشغل خطوط أنابيب بطول 8800 كلم في الولايات المتحدة في مطلع مايو الجاري ما اضطر الأميركيين الى الانتظار في طوابير امام محطات الوقود.ويتضمن الأمن المعلوماتي أنشطة عديدة ومتنوعة أكثر لاسيما مع تعميم استخدام الحوسبة السحابية ووصول شبكة الجيل الخامس، هذا حتى بدون الحديث عن الاستعداد لعصر "الكم" وهو مرادف لأجهزة كمبيوتر لا حدود لقوتها.وقال لويك غيزو الأمين العام لجمعية "كلوزيف" التي تضم اخصائيين فرنسيين في مجال أمن المعلوماتية إنه "على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لم نتوقف عن رؤية شركات جديدة تظهر وتجلب تقنيات جديدة أصبحت شائعة بعد ذلك".وبحسب أرقام شركة "برايس ووتر كوبرز" في تقرير حول التوجهات الرقمية العالمية 2021، فان العقد الماضي شهد ظهور عشرين شركة ناشئة قيمتها أكثر من مليار دولار بينها حوالي عشر في العامين الماضيين وحدهما.وقال جيروم بيلوا خبير الأمن المعلوماتي في شركة الاستشارات "وايفستون"، "لقد بدأت في 2001 بالاهتمام بالامن المعلوماتي في تلك الفترة، غالبا ما كان الخبراء يجتمعون ويتحدثون عن أشياء تقنية جدا لم يرغب أحد في الحديث عنها ثم تغيرت الأمور".وحدثت نقاط التحول "في7 2008/200" حين أدركت الشركات التي كثفت مشاريع الحوسبة والشبكات نقاط ضعفها الجديدة".وتابع "ثم حصل شرخ كبير آخر في نهاية 2011، مع الهجمات الإلكترونية الضخمة الأولى (ستاكسنت، سوني بيكتشرز، واناكراي) التي ألقت بسرعة الضوء على التهديدات.في فرنسا تأثرت 25% من الشركات بهجوم برامج الفدية في عام 2020 بحسب "سيسين" وهي شركة مسؤولة عن الأمن المعلوماتي الفرنسي.وقال جيروم بيلوا "في الواقع ما يحد من نمو سوق الأمن المعلوماتي اليوم هو القدرات البشرية وعدد الخبراء والأشخاص المدربين"، وبالنسبة للمهنة فان "التحدي الكبير هو بوضوح اجتذاب مواهب، سواء كانوا من الشباب او مهنيين في إعادة التدريب".