تونس: احتجاجات القصرين تتمدد والأمن يعتقل "متواطئاً" أشعل الزرقي

تونس - وكالات: تجددت الاحتجاجات في وسط مدينة القصرين (جنوب) بين الشباب والمحتجين، الذين أضرموا النار في العجلات المطاطية وقوات الأمن التي ردت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، فيما أعلنت وزارة الداخلية عن توقيف مشتبه به في حادثة انتحار المصور الصحافي حرقاً.
وقال شهود عيان إن الاحتجاجات تجددت ليل أول من أمس، بحيي النور والزهور بالقصرين من قبل الشباب الغاضب، الذي رشق الوحدات الأمنية بالحجارة وبالزجاجات الحارقة، ما دفع الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وألقت قوات الأمن القبض على 20 شاباً من مرتكبي الشغب على خلفية حادثة وفاة المصور الصحافي عبدالرزاق الزرقي الذي أحرق جسده وتوفي على إثر ذلك.
من جانبها، فتحت المحكمة الابتدائية تحقيقاً للكشف عن ملابسات حادثة الانتحار، مشيرة إلى أن التحريات كشفت وجود شبه جريمة القتل العمد في الحادثة.
وقال المتحدث باسم المحكمة أشرف اليوسفي إنه تم القبض على مشتبه فيه بجريمة القتل العميد، مضيفاً أن المشتبه به يبلغ 18 عاماً، ويقطن بحي الكرمة بالقصرين، ومؤكدا أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتورطين في الحادث وضد كل من يكشف عليه البحث من أجل "القتل العمد والامتناع عن المحظور".
وكانت رواية انتشرت في الشارع التونسي في وقت سابق، تشير إلى أن أحد المرافقين للمصور هو من أشعل النار في جسد رزقي وهرب.
في سياق متصل، اندلعت احتجاجات في منطقة طبربة ومنوبة في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وأقدم المحتجون على تهشيم زجاج أحد القطارات وحرق عجلات مطاطية، فيما تجمع محتجون في شارع الحبيب بورقيبة في تظاهرة شعبية تطالب برحيل الحكومة، حيث هتف الشباب بشعارات ضد الحكومة وتنتقد الأوضاع الاجتماعية الصعبة.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم التحرك الوطني لمناهضة الإرهاب بثينة القراقبة، إن "مشهد حرق المراسل الصحافي لنفسه يمثل صورة كاملة متكاملة معبرة عن ثماني سنوات من العجز، الذي بات واضحاً جلياً بالأرقام والمعطيات".
وأضافت إن "انتحار الصحافي حرقاً، هو أخطر وأكثر رمزية من حرق البوعزيزي لنفسه، لأن البوعزيزي أحرق نفسه، في فترة يسميها ثوار اليوم فترة ديكتاتورية، وأن الوضع الراهن يشهد الكثير من التراجع وعدم القدرة على حل مشاكل المواطن".
من ناحية ثانية، تمكنت قوات الأمن ووحدة جرائم الإرهاب والعمليات الخاصة أمس، من ضبط خلية تابعة لتنظيم "داعش".
وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أنه تم إلقاء القبض
على خمسة إرهابيين في منزل بإحدى قرى مدينة صفاقس، وأحيلوا إلى النيابة التي أمرت باتخاذ الاجراءات تجاههم، والتحفظ على كمية كبيرة من المتفجرات كانت بحوزتهم.