تونس تشيّع السبسي في جنازة وطنية غداً وتعلن الحداد 7 أيام

تونس، عواصم - وكالات: أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أمس، الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية، وذلك إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كما قرر إلغاء العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات، وذلك حتى إشعار آخر.
ودعا الشاهد الشعب التونسي إلى مزيد من الوحدة في خدمة المصلحة العليا للوطن، والالتزام بأحكام الدستور والالتفاف حول المؤسسات الدستورية.
وقال إن تونس فقدت برحيل السبسي مناضلاً وطنيًا صادقًا، ورجل دولة وهب نفسه وحياته للعمل الوطني، وكان له دور أساسي ومحوري في إنجاح الانتقال الديمقراطي، مضيفًا "كان لي شرف العمل معه في هذه الفترة الحساسة من تاريخ بلادنا".
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب محمد الناصر، أنّ الدولة ستستمر ولا وجود لفراغ في مؤسسات الدولة، وأنّه حسب الدستور يتولى رئيس مجلس النواب منصب رئيس الجمهورية في حالة الشغور الدائم.
ودعا في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي عقب أدائه اليمين الدستورية رئيسا موقتا، إلى التمسّك بتطبيق الدستور، كما دعا الشعب التونسي لتوحيد الصف والتضامن.
بدوره، أعلن وزير الخارجية خميس الجهيناوي أن جثمان السبسي سيشيّع في جنازة وطنية غدا السبت.
من جهته، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون، أن الهيئة ستكون ملزمة بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة 17 نوفمبر، مضيفا أنها ستعقد اجتماعها في وقت لاحق للنظر في امكانية تغيير أجندة الانتخابات، وفقا للدستور الذي ينص على أن يكون لتونس رئيس جديد في غضون ثلاثة أشهر.
من ناحيته، أكد الناطق الرسمي باسم الداخلية التونسية خالد الحيوني، استقرار الوضع الأمني في أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن الوزارة في حالة يقظة وانتباه مستمرين وتعمل على المحافظة على الأمن العام.
وكانت الرئاسة التونسية أعلنت صباح أمس وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، الذي قاد الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد انتفاضة 2011 عن 92 عاما، وذلك في المستشفى العسكري بتونس، مضيفة أنه سيتم الاعلان عن مراسم الدفن في وقت لاحق.
وقالت الرئاسة في البيان إن "السبسي جنب الشعب التونسي بعد الثورة ويلات التدافع والتصادم، وقاد مرحلة الانتقال الديمقراطي وكان حريصا على بناء المؤسسات الدستورية".
ووصفت الرئاسة التونسية في نعيها الرئيس الراحل بـ"أحد أعظم رجالات تونس وبناتها"، مضيفة أنه "نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مرابطا من أجلها حتى تكون وتظل حرة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر".
وتابعت :"لقد آمن الفقيد الكبير بتونس وببناتها وأبنائها وساهم إبان الاستقلال في كل المواقع السيادية في بناء الدولة وقرب بعد الثورة بحكمته وصبره وسعة صدره بين النفوس والضمائر فجنب شعبها ويلات التدافع والتصادم".
وأضافت "قاد (السبسي) مرحلة الانتقال الديمقراطي، وكان حريصا على بناء المؤسسات الدستورية واستكمالها"، داعية الشعب التونسي "إلى الوحدة الصماء والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية صونا لمستقبل تونس وحاضرها".
من جانبه، قال زعيم حزب "النهضة" راشد الغنوشي، إن "الباجي تمكن من تجنيب تونس الاقتتال وسقوط الدماء بعد الربيع العربي، مثلما حصل في بعض البلدان الاخرى عندما أعلن التوافق مع الاسلاميين".
بدورها، نعت جامعة الدول العربية الرئيس التونسي والرئيس الحالي للقمة العربية، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إن الفقيد الكبير كان رجل مبادئ ومواقف، وصاحب التزام عروبي لا يتزعزع.
وقدم رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، التعزية للشعب التونسي والأمة العربية، مؤكدا تضامن ووقوف البرلمان العربي مع تونس في هذه المرحلة الدقيقة.
ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ببالغ الحزن، السبسي، مؤكدا عبر "فيسبوك" أن "مساهمته التاريخية في مسيرة تطور تونس وتعزيز استقرارها سيسجلها التاريخ بأحرف من نور".