الدولية
تونس تودع السبسي بالدموع والزغاريد في جنازة وطنية كبرى
السبت 27 يوليو 2019
5
السياسة
تونس، عواصم - وكالات: ودعت تونس أمس رئيسها الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في البلاد، في جنازة دولة، شارك فيها عشرات الالاف من التونسيين، وحضرها عدد من قادة العالم وسط اجراءات أمنية مشددة.وعلى جنبات الطرقات التي تربط ضاحية قرطاج بتونس العاصمة، وقف عشرات الالاف من الرجال والنساء والاطفال، يبكون رحيل السبسي رافعين صوره وأعلام تونس ومرددين النشيد الوطني، وألقى كثير منهم الورود بينما أدى آخرون التحية العسكرية للموكب. وصاح البعض "الوداع يا رئيس.. الوداع يا بجبوج"، في اشارة لاسم تعود التونسيون اطلاقه على رئيسهم. وحضر مراسم الجنازة زعماء دول عديدة، من ضمنهم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، والرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا فائز السراج، والملك فيليبي ملك اسبانيا، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبلو دي سوزا.وعند قصر قرطاج، وضع جثمان الرئيس الراحل المغطى بعلم تونس الاحمر والابيض في شاحنة عسكرية، حيث بدأت مراسم رسمية قبل أن يبدأ الموكب الذي ترافقه فرق من الخيالة طريقه باتجاه المقبرة.وفي كلمة مؤثرة، قال الرئيس المؤقت محمد الناصر "قضى حياته في خدمة تونس والحفاظ على مكاسبها والدفاع عن قيمها ومات في يوم عيد الجمهورية".وأضاف ودموعه تغالبه، أن السبسي كان خلال فترة حكمه صانعا للوفاق ومناصرا للوحدة الوطنية والحوار. وفي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة، وهو نقطة محورية في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق زبن العابدين بن علي، احتشد عدد غفير من التونسيين لتوديع جثمان السبسي. وشددت السلطات اجراءاتها الامنية وأغلقت طرقا كثيرة يمر عبرها موكب جنازة الرئيس الراحل أو بالقرب منها وانتشرت قوات الامن في أغلب مناطق العاصمة وقرب مقبرة الجلاز حيث سيدفن السبسي.وبدأ موكب التشييع من قصر قرطاج الرئاسي باتجاه مقبرة الزلاج بالعاصمة، عقب انتهاء مراسم التأبين.وخرج الموكب الرسمي تتقدمه عربة عسكرية تحمل جثمان الراحل، موشحة بالراية الوطنية وسط موكب من الحرس الشرفي فوق الخيول.وسارت الجنازة باتجاه المقبرة التي تبعد حوالي سبعة كيلومترات عن القصر، والتي يرقد بها معظم الشخصيات الوطنية التونسية بينما ترافق الموكب مروحيات عسكرية.وعلى جانبي الطريق المؤدي للمقبرة، انتشرت قوات الأمن واحتشدت جموع من المواطنين في الحر القائظ لوداع الرئيس الراحل. واختلطت دموع المودعين بموجات التصفيق والزغاريد، فيما رفع المودعون العلم الوطني، وردد متحمسون النشيد الوطني، فيما علت أصوات تلاوة القرآن من مآذن المساجد.وقالت المواطنة نجوى الخذيري وهي من بين نحو مليون إمراة منحن أصواتهن للسبسي في انتخابات 2014: "جئنا من أجل الوداع الأخير، سيترك السبسي فراغا رهيبا في السلطة، وسيترك تحديا جسيما للمتنافسين على منصب الرئاسة".وأضافت نجوى المرابطة بساحة 14 يناير وسط العاصمة في انتظار مرور الموكب: "كان صوت المرأة، وقد نجح في تجميع كل التونسيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، كان أبا للتونسيين".وقال المواطن سمير الباغولي: "لست من أنصار السبسي حينما انتخب في 2014، ولكن احترم صراحته وحبه لتونس وقدرته على توحيد التونسيين، نحن نفتخر اليوم بهذا الموكب وهذه الروح الوطنية".