تونس تودّع السبسي رجل المبادئ والمواقف

تونس، عواصم - وكالات: عن عمر يناهز 92 عاما، غيّب الموت أمس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية في المستشفى العسكري في تونس، إثر وعكة صحية مفاجئة أدخلته المستشفى ليل أول من أمس. (راجع ص 10 )
ويعد السبسي من أطول قادة العالم عمراً، وقاد الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد انتفاضة 2011، ووصفت الرئاسة التونسية في نعيها الرئيس الراحل بـ"أحد أعظم رجالات تونس وبناتها"، مضيفة أنه "نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مرابطا من أجلها، حتى تكون وتظل حرة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر".
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية، كما قرر إلغاء العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات، حتى إشعار آخر.
ودعا الشاهد التونسيين إلى مزيد من الوحدة في خدمة المصلحة العليا للوطن، والالتزام بأحكام الدستور والالتفاف حول المؤسسات الدستورية، قائلا إن تونس فقدت برحيل السبسي مناضلاً وطنيًا صادقًا، ورجل دولة وهب نفسه وحياته للعمل الوطني، وكان له دور أساسي ومحوري في إنجاح الانتقال الديمقراطي، مضيفًا "كان لي شرف العمل معه في هذه الفترة الحساسة من تاريخ بلادنا".
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب محمد الناصر الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا موقتا، أنّ الدولة ستستمر ولا وجود لفراغ في مؤسسات الدولة، داعيا في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي عقب أدائه اليمين الدستورية، لتوحيد الصف والتضامن.
من جهته، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون، تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة 17 نوفمبر، وفقا للدستور الذي ينص على أن يكون لتونس رئيس جديد في غضون ثلاثة أشهر.
ونعت الجامعة العربية وزعماء العالم السبسي، مؤكدين انه كان رجل مبادئ ومواقف، وصاحب التزام عروبي لا يتزعزع، قائلة إن "مساهمته في مسيرة تطور تونس وتعزيز استقرارها، سيسجلها التاريخ بأحرف من نور".