الدولية
تونس والجزائر يغلقان أبوابهما في وجه أردوغان
الثلاثاء 07 يناير 2020
5
السياسة
طرابلس، عواصم - وكالات: رفضت الرئاسة التونسية بشكل قاطع، أمس، السماح للجيش التركي بإجراء عمليات إنزال عبر الحدود التونسية الليبية.وقالت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية رشيدة النيفر، إن تونس ترفض رفضاً قطعياً أي تدخّل أجنبي في ليبيا، بما فيه التدخل التركي، «وهو موقف تونس منذ الأول ولم ولن يتغيّر».من جانبها، جددت الجزائر حرصها على «النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية، لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوب المنطقة ووحدة دولها ومس بالأمن والسلم في المنطقة وفي العالم».في غضون ذلك، أعلن رئيس أركان القوات البحرية الليبية فرج المهدوي أمس، بدء تقدم الجيش الليبي نحو مدينة مصراتة التي تسيطر عليها أقوى الميليشيات المسلّحة التابعة للوفاق، وأكثرها عددا، وذلك بعد إحكام سيطرته أول من أمس، بالكامل على مدينة سرت الستراتيجية.وفي الإطار، شن سلاح الجو التابع للجيش الليبي، غارات جويّة استهدفت، تجمّعا لميليشيات مصراتة في منطقة تاورغاء، وغرفة عمليات كتيبة حطين في مصراتة، بينما زعمت حكومة «الوفاق» أن «انسحاب قواتها من سرت كان تكتيكيا لحماية المدنيين»، مشيرة إلى أن «قوة متعددة الجنسيات هي من هاجمت المدينة».وأظهر فيديو سيطرة الجيش على مدرعات تركية من نوع «لميس» في المدينة، وهي مدرعات أرسلتها تركيا إلى ميليشيات الوفاق.وبالسيطرة على مدينة سرت الساحلية، يكون الجيش الليبي، قطع الطريق على الميليشيات للوصول إلى حقول النفط الرئيسية في البلاد، بينما يؤكد الخبراء العسكريون أن السيطرة على سرت تعتبر مفتاح السيطرة على ليبيا، ومحطة مفصلية في حسم معركة استعادة الشرعية في العاصمة طرابلس.وفي ضوء الاحتفالات بمدينة سرت الليبية، مسقط رأس معمر القذافي، بسيطرة الجيش عليها، شن مؤيد بارز لـ «حكومة الوفاق» هجوما حادا على ما وصفه بالتركة الثقيلة للحقبة القذافية.وكتب عضو المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن الشاطر عبر «تويتر»: «لا يحق لمن حكموا ليبيا أربعة عقود أن يتحدثوا الآن... ما نعانيه هو حصاد ما زرعوه من ثقافة القبيلة وتعليم متدن وتشجيع سلوكيات التمرد والأنانية، ونكران الجميل والاستخفاف بقيم الوطن والوطنية واستيفاء الحق خارج القانون... لم تقدموا خيرا للبلاد يمكن أن تدافعوا عنه».من جانبه، وفي رسالة «هزلية»، وليست «تطمينية»، استبعد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، أن تكون بلاده ستحارب مصر أو أي دولة أخرى.ونشر أقطاي سلسلة تغريدات بالعربية، تضمنت تطمينات لمصر دون أن تخلو من اتهامات ضمنية، قائلا: «من قال إن تركيا تريد الحرب ضد مصر أو ضد أي دولة... تركيا تدافع عن الحكومة الشرعية في ليبيا بينما غيرها يدعم المتمردين والانقلابين... لا تصدقوا إعلامكم فهو يكذب عليكم».وتابع: «تركيا لن تخوض حربا ضد أي شعب مسلم فكيف يقولون إننا سنحارب شعب مصر... تواجدنا في ليبيا تلبية لطلب الحكومة الشرعية وليس لمواجهة أي جيوش أخرى عربية أو أجنبية... نسعى لوقف الحرب وغيرنا يسعى إلى إشعالها».دوليا، عقد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا اجتماعاً في بروكسل، لبحث الملفّ الإيراني، وكذلك الوضع في ليبيا. من جانبه، عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء التصعيد في ليبيا، داعيا إلى إنهاء التدخل الخارجي في البلاد.ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، الدول الخارجية إلى وقف التدخل لدى طرفي الصراع الليبي، بينما أكدت مصادر حدوث مشاورات لإرسال بعثة دولية للإشراف على وقف للنار، وعدم وجود قوات أجنبية في البلاد.ونوّهت إلى أن تلك المشاورات تأتي في مسعى لتشكيل بعثة دولية، تمنع تدفق المقاتلين من سورية عبر تركيا إلى ليبيا، وسط اقتراح دول أوروبية إرسال قوات لحفظ السلام في عدد من المناطق الليبية.