تَخيَّر أَصْدِقاءك

حوارات

يجدر، بل يتوجب، على الانسان البالغ العاقل، لا سيما من يدرك أنه يعيش في عالم مضطرب ومتغيّر، الحرص كل الحرص على تخيّر (اِنتقاء) أصدقائه، وذلك بسبب أن الصَّدِيق هو شخص سيأثّر على صديقه أشد التأثير، سلبًا أو إيجابًا، مهما تخيّل المرء عكس ذلك.
ومن بعض مبادئ اختيار الصَّديق، نذكر ما يلي:

• الصَّدِيق العاقل: حري بالإنسان البالغ العاقل اختيار صديق بالغ عاقل يشابهه في اعتداله النفسي، وعقلانيته، بدلاً من اختيار شخص بالغ عمريًّا، لكنه غير سوي نفسيًّا، أو معوجٌّ فكريًّا، وذلك لأن الصديق البالغ العاقل إمّا أنه يصدق مع صديقه، أو ينفعه، أو على الأقل لا يضرّه.
  لكن غير الراشد فكريًّا، وغير السوي نفسيًّا، تضرّ صداقته بسبب عجزه الاختياري عن ضبط نفسه، أو التحدّث، أو التصرّف بشكل بالغ وعقلاني.
• لا تستعجل في اختيار الصَّدِيق: خليق بالعاقل او العاقلة، التّأني في تكوين الصّداقات، فما هو متسرّع وغير مدروس في السلوك الإنساني يؤدي غالبًا الى الندم، وجدير بالعاقل التمهّل قدر استطاعته في اِصْطِفاء من يستحقّ أن يتّخذه صديقًا، بسبب مصيرية هذا القرار الشخصي، والحرص على دقّة الانتقاء في الصّداقة سيصبّ أولاً وأخيرًا في مصلحة العاقل.
• الاختلافات والفوارق بين الصّديق، والرفيق، والصاحب والزميل، "الصّديق" أقرب للإنسان من الرفيق الموقّت في السّفر، أو الشخص الذي يشاركه الفرد في ممارسة هواية معيّنة.
  وهو كذلك مختلف تمامًا عن "المعارف" الذين يقابلهم الانسان في الحياة الاجتماعية، والصّديق ليس هو الزّميل في العمل، وهو ليس كذلك رفيق السوء الذي يدفع الانسان الى ارتكاب ما هو غير أخلاقي، وهو بالطّبع، ليس كل من يبتسم في وجه المرء صدقًّا أو تكلّفاً!
• "صداقة" القبلي، أو الطائفي، أو الفئوي: صداقة من هو قبلي متعصّب لقبيلته، أو طائفي متعصّب لطائفته، أو طبقي فئوي استعلائي على حساب الوطن، هي "صداقة" عبثية بالنسبة للإنسان العاقل، وذلك بسبب التنافر الأساسي بين عقلانيته ووسطيته وبين التطرّف، والتحيّز النرجسي، والتعصّب الجنوني للقبلي وللطائفي وللفئوي.
• صادِق من يشاكلك في رشده، واعتداله، واستقامته، فلو خَلَتْ خَرُبَتْ.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي