تَنْقِيَة النَّفْس مِنْ أَدْرَان الدُّنيا

حوارات

"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" (الشمس 9).
الدَّرَن في سياق الحياة الدنيوية الفانية هو أي عيب أخلاقي يرتكبه الانسان في حقّ نفسه، وفي حقّ الآخرين، لا سيما ما يتعارض مع القيم الدينية الأخلاقية، وبخاصة ما يؤدي تراكمه في النَّفْس الى التسبب بأمراض سلوكية معدية.
وكلّما اِستمر المرء العاقل في تنقية نفسه من هذه الأدران، أدرك بالتّالي الحياة الدنيّا على حقيقتها، وبدأ يعرف ما هي بالضبط أولوياته الحياتية الإيجابية التي يجب أن يهتم بها ويحرص على تحقيقها قبل الرحيل، ومن بعض أدران الدُّنيا نذكر ما يلي:

• السبع الموبقات: عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "اجتنبوا السبع الموبقات- يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
  -الهوس بالدنيا وبملذّاتها المهلكة: الطّمع والحرص المفرط والجشع والشره، والولع بما يملأ البطن، ولا تنتهي عنه النفس الإنسانية الجشعة، وجمع المال بهدف الاستعلاء على الناس أو للانغماس في الملذّات الجسدية المحرّمة، والرغبة المرضية للتحكّم في حياة الآخرين بقصد بسط السيطرة التامة عليهم، واختلاس النظرات المحرّمة، والشعور المرضي بالفرح عند سماع، أو رؤية، مصائب الناس الآخرين.
  -إضمار الضغينة تجاه الآخرين بسبب اختلافهم القبلي أو العرقي أو المذهبي أو الفئوي.
  -تنقية النفس من الرغبات الشخصية الدفينة في الخيانة والغدر، ونكث العهود، وخيانة الوطن الذي يعيش فيه الانسان معزّزًا مكرّمًا بهدف تحقيق مصالح شخصية موقتة.
  -التملّق والتزلّف والتذلّل لأصحاب المال والنفوذ طمعًا في الاستفادة منهم على حساب الكرامة الشخصية.
  -ازدواجية المعايير الأخلاقية: الظهور بمظهرين مختلفين في الحياة الخاصة، وفي الحياة العامة، مثل تصنّع الوقار في العالم الخارجي، وممارسة ما هو بهيمي في الحياة الخاصة.
  -تطهير النفس من أدران القبلية، والعنصرية، والطائفية، والفئوية الاستعلائية بسبب تعارضها مع الآية الكريمة:
  "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير"(الحجرات 13).

كاتب كويتي

@DrAljenfawi