السبت 28 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

تَوْرِيطُ النفس في ما هو باطلٌ أخلاقيًّا

Time
الأربعاء 31 مايو 2023
View
12
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يورِّط البعض أنفسهم في ما هو باطل أخلاقيًّا، عندما يعملون على تقديم الباطل، وتأخير الحق (أحيانًا من دون إدراكهم التام لعواقب ما نطقت به ألسنتهم من باطل، أو ما فعلوه من تصرّفات سلبية).
وحري بالإنسان المسلم العاقل والرزين الحرص على عدم وضع نفسه في ورطات الهلكة الأخلاقية، لا سيما في تعمّد خلط الحقّ بالباطل، إمّا بسبب التكبّر أو للتقرّب من أهل الباطل، أو لتحقيق مصالح دنيوية فانية، ومن بعض ما هو باطلٌ أخلاقيًّا، وغير صحيح في أصله.
وما يجب تجنّبه في كل الأحوال، نذكر ما يلي:
- الاستيلاء على حقوق الناس: "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة 188)، سلب أموال الناس، أو تمكين الآخرين من الاستيلاء على حقوقهم يمثل أسوأ أنواع الهلكة الأخلاقية في الدنيا والآخرة، والله عز وجل أعلم.
- بيعِ الذِّمَمْ: من يبيع ذمّته هو من يرتشي، ويزوّر، ويبيع ضميره مقابل حفنة من المال، وهو أيضًا من يسهّل بشكل، مباشر أو غير مباشر، حدوث هذه العملية غير الأخلاقية، مع ظنّه أو إدراكه لعواقب ما يفعله.
-ترويج الباطل في صورة الحق: "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "(البقرة 42)، رفعت الأقلام وجفّت الصحف.
-نشر القبلية، والطائفية، والفئوية الاقصائية في المجتمع: من يساعد في نشر الخطابات الفتنوية في مجتمعه يرتكب في حق نفسه أسوأ جريمة أخلاقية، يمتد أذاها للأجيال القادمة.
التَّهَافُت عَلَى التَّطْبِيل: تسابق بعض الأشخاص للتملق وللتطبيل لأصحاب القوة والمال، والنفوذ يجسّد أسوأ أنواع توريط النفس، وذلك بسبب أنّ نهاية ممارسة التطبيل هي إدمان إذلال النفس، والغرق في مستنقع الباطل.
-تَحَرِّي الرِّزْق الحَلاَل والقول السَّديد: "مَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ" (حديث شريف). تَقَصِّي وتحريّ الانسان المؤمن العاقل للحقيقة وللحلال في ما يقوله أو يكتبه أو ما يكسبه من مال، هي دلائل ناصعة على أنه لا يرضى بيع آخرته بشراء الدنيا الفانية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار