تُضَخُّم الذَّات: مَنْ تَوَاضَعَ لِله رَفَعَهُ اللَّه

د. خالد عايد الجنفاوي

"سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"(الأعراف 146).
يتضخّم ذات الانسان ويتورّم، وربما ينتفخ، مجازيًّا وفعليًّا، عندما يبدأ يشعر أنه بسبب ما يمتلك من مال، أو جمال، أو ذكاء، أو مكانة اجتماعية متكلّفة، أصبح متميّزًا بسنوات ضوئية عن بني البشر الآخرين.
لا سيما عندما يصل المتضخّم ذاتيًّا لمرحلة من الانغماس المرضي في عشق ذاته البشرية الزائلة، وستراه يتعالى ويتكبّر على الناس، وكأنه ليس بشرًا خطّاء مثلهم، وبالطبع، لا يمكن لكائن بشري ايا كان أن يصل الى مرحلة الملائكية، والكمال النفسي، أو الأخلاقي، أو الجسدي، ولو سعى لتحقيق ذلك لَيْل نهار.
لـذلـك مـن الأفضـل لكـل مـن تضخّمـت ذاتـه أن يتواضع لله ولخلقـه قبـل فـوات الأوان، ومـن بعـض أعــراض الإصـابــة بمرض تضخّم الذات، وكيفية الشفاء والتعافي منه، نذكر ما يلي:
-أعراض تُضَخُّم الذَّات: قلّة شكر النِعَم نفسيًّا وسلوكيّاً، والبطر والاسراف في صرف المال، والبذخ بهدف الاستعلاء على الناس، والنّهم في تناول الطعام، وعدم الشعور بالشبع من الدنيا، وتمني عيش الحياة الدنيوية أكثر من مرة بقصد الانغماس المستمر في ملذاتها وشهواتها الفانية.
واعتناق نظرة دونية تجاه خلق الله الأقل حظا في الدنيا، أو الشعور المتخيّل بالوصول الى قمة الحكمة والتعامل بفوقية مع الفقراء والمساكين، وربما لومهم على فقرهم.
-الشفاء والتعافي من تُضَخُّم الذَّات: أولى خطوات الشفاء من مرض تضخّم الذات تتجسد في وعي الانسان تجاه ما هو عليه حاليَّا من كبر، وعنجهية، وعشق جنوني لذاته، وتكوّن استعداد نفسي إيجابي لديه لإصلاح نفسه من الداخل بهدف ترسيخ سمة التواضع في شخصيته.
وإدراك حقيقة أنّ المخلوق البشري لم يصل في السابق، ولن يصل في المستقبل، الى مرحلة الملائكية أو الكمال الإلهي، والبدء في تعويد النفس على التواضع عن طريق التخلّص من أي عادات، أو سلوكيات، شخصية متكبّرة.
فاتق الله أيها المتكبّر المتضخّم الذات، والمتعاظم المتكلّف، في كلامك، ومشيك، وفي مجلسك، فتكبّرك، وخيلاؤك، وعجبك بنفسك لن يرفع من شأنك في الدنيا، أو في الآخرة، مهما تخيّلت عكس ذلك!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi