الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   منوعات

"ثغرات" عرض أكاديمي لمعهد الفنون المسرحية... لا مكان فيه للإنسانية

Time
الخميس 09 مارس 2023
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

قدمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية عرضها المسرحي "ثغرات"، ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان "أيام المسرح للشباب" بدورته الرابعة عشر، العمل من تأليف وإخراج سلطان محمد، ومشاركة مجموعة من الممثلين الواعدين.
عرض مسرحي مزج بين الكوميديا والتراجيديا والضحك والبكاء، بشر ليسوا ببشر، يصرخون، والصراخ على قدر الألم، كتيبة من الممثلين الشباب تمكنوا من عبور عنق الزجاجة، التي وضعها لهم مؤلف العمل، وكأنه يريد أن يختبرهم في ميدان عام.
بدأ المؤلف المخرج سلطان محمد، برسم خارطة طريق رؤيته الاخراجية من أول مشهد عندما خدع المتلقي، حيث قدم صراعا نفسيا عنصريا غابت عنه الإنسانية، حوار حاد بين المسخ ودمية بشرية يصل ذروته بجلد الذات، وفجأة "يصدمنا" المؤلف ويكشف أن ما شاهدناه مجرد بروفة لمسخ يريد أن يثبت لباقي المسوخ بأنه يمتلك موهبة تؤهله لأن يحلم مثل البشر، لكن المؤلف لا يريد له هذه السعادة وأعاده إلى واقعه تحت القاذورات والأنقاض والحياة الوضيعة، من خلال الحوار الذي دار فوق خشبة المسرح والعبارات التي جاءت على لسان الممثل الرشدان كانت تحمل العظة والعبرة لكن لا حياة لمن تنادي فهم مجرد مسوخ ليس من حقهم حتى أن يحلموا.
مجموعة المسوخ لديها احلامها البسيطة في واقعها والمستحيلة بحسب رأي المؤلف، لديها الحق في تحقيق امنياتها واحلامها لكن هناك من يقف لها بالمرصاد الى درجة أنهم ممنوعون من الحلم وممنوعون من الصراخ، وحتى الابتسامة ليست لها محل في قاموس "ثغرات" ونقولها باللهجة المحلية "مو بكيفهم يحلمون يصيرون بشر".
الجميل في هذا العمل التنويع في اختيار ممثلين شباب يملكون قدرات مختلفة أثبتوا من خلالها أنهم أهلا لهذه الثقة التي أوكلت لهم، حيث تمكن الممثل الشاب الرشيدي من التعريف عن نفسه كموهبة استطاع الولوج والخروج من أكثر من شخصية كما تمكن رفاقه مثل ضاري الرشدان ويوسف العبدالرزاق، من تجسيد "دويتو" بالتصاقهما معا فكانت المسؤولية الملقاة على عاتقهما مضاعفة، خصوصا حركتهما التي يجب أن تكون متناغمة، لأن الخطأ غير محتمل ويسقطان فوق الخشبة، هذه المسؤولية أيضا عشناها مع الممثل الشاب الذي كان متناغما مع الدمية فكانت ظله تتحرك معه وتعبر عن مشاعره، وكان من الواضح أنه اشتغل طويلا من أجل خلق هذه الحالة المتناغمة، كذلك الجمل التي وردت على لسان الممثل الرشدان كانت تحمل في طياتها انعكاسا للشخصية الرزينة والمسالمة والمحافظة حتى في أصعب الاوقات، وان كانت مسخا، هنا تجلى الصوت الذي يجب أن يدوي، صوت الانسان الحقيقي الذي يلتزم بأخلاقياته مهما زادت أخطاؤه.
رسالة المسرحية كانت واضحة ومباشرة وصريحة، رؤية المخرج الشاب كانت واضحة ولمساته في تحريك الممثلين فوق الخشبة واستغلال المساحات بها بشكل ايجابي. كما اعتمد النص بشكل واضح على الحوارات النفسية والمباشرة.


السينوغرافيا

من الأمور التي شهدها العرض المسرحي "ثغرات" هي اختيار ديكور بسيط ومعبر من دون فذلكة أو فرد عضلات انما قطعه خشبية على امتداد خشبة المسرح مع استغلال لعمق المسرح وتوظيف جيد للموسيقى بما يتناسب وطبيعة الحدث.
وضع لمسات الديكور فهد الرشيد، كما كان للمسات مهندس الإضاءة فاضل النصار دوره الكبير في التعبير عن حالة كل ممثل وكانت الإضاءة لغة موازية للحوار الرئيسي.


توازن جميل

كلمة يجب أن تقال في عرض المعهد العالي للفنون المسرحية، ثاني عروض المسابقة الرسمية، حيث جاء العرض متزنا من ناحية الفكرة، جميلا من ناحية التنفيذ، قدم مجموعة من الأسماء الشابة، كانت اللمسة الأكاديمية واضحة والأسس التي يجتهد أعضاء هيئة التدريس في غرسها وتعليمها للطلبة كانت بادية من حركة وأداء وتناغم الممثلين.


المتلاصقان الرشدان والعبدالرزاق


بطلة "ثغرات" دور بسيط وفكاهي

آخر الأخبار