الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

ثقافة الاختلاف لا تولد من العدم!

Time
الأربعاء 17 مايو 2023
View
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

تثبت ثقافة الاختلاف في المجتمع، وتتأصّل في رؤاه الفكرية السائدة، عندما تنبع من قيمه ومبادئه الأخلاقية، ومن الميول السلوكية العامة لأعضائه، وإلاّ فإنه لا يمكن لثقافة الاختلاف أن تولد من العدم، أو تسقط من السماء، أو تأتي فجأة وتصبح علامة بارزة في التعاملات اليومية بين أعضاء المجتمع، أو في تفاعلاتهم بينهم وبين من هم مختلفون عنهم، عرقيًّا أو دينيًّا أو ثقافيًّا أو مذهبيًّا أو فئويًّا.
ومن بعض مقوّمات ومتطلّبات تجذّر ثقافة الاختلاف في المجتمع، نذكر ما يلي:
- الاندماج الاجتماعي الإيجابي: عندما يوجد في المجتمع قبول شبه عام للتطوّرات الاجتماعية الطبيعية، سيتم تباعًا تحقيق اندماج اجتماعي إيجابي بين أعضاء المجتمع.
ويفترض أن يتمحور هذا الاندماج البنّاء حول أحقية الفرد في الاختلاف عن الأقلية المؤثرة في المجتمع، أو عن الأغلبية.
-رفض المعاملة المهينة للآخر: إذا ترسّخ احترام الكرامة الإنسانية في المجتمع، وانتشر فيه رفض عام للمعاملة المهينة، أو السادية، تجاه الانسان المختلف أو الغريب، أصبح المجتمع يقبل ويتحمّل اختلاف الآراء، واختلاف الأعراق والبيئات الثقافية الفرعية المتنوعة، والاختلاف بعامة.
-التعليم الحر والفعّال: إذا تحرّر التعليم من أيقونات التفكير الرجعي، خصوصا إذا بدأت تستند عملية تصميم المناهج الدراسية على آخر ما استنتجته الأبحاث التربوية العلمية، وحرصت الحكومات على محاكاة وسائل التعليم الفعّال في الدول المتقدمة، فكريًّا وتعليميًّا، سيؤدي ذلك الى انتشار ثقافة التفتح الفكري والى قبول ثقافة الاختلاف.
-تحجيم ما يلي يرسّخ ثقافة الاختلاف في المجتمع: الاستبداد والمحسوبية، والقبلية، والطائفية، والفئوية الاقصائية، والطبقية الاستعلائية، وسوء استغلال السلطة، والتشكيك في انتماء أعضاء المجتمع الوطني المختلفين عن الأقلية المؤثرة، أو عن الأغلبية، والفساد، وسلوكيات توزيع الغنائم على حساب المال العام، والهمجية في التعامل مع حقوق الناس وكراماتهم.
-التربية الأسرية السويّة: يتأصّل قبول الاختلاف في عقل الطفل عندما يتلقّى تربية أسرية سليمة وسويّة، فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا، ترتكز على حرية الرأي والتعبير وتقدير الذات واحترام كرامات الآخرين والتسامح، ولا يسعى فيها أحد الوالدين أو كلاهما لاستنساخ شخصياتهم في عقول وقلوب أبنائهم.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار