الثلاثاء 29 أبريل 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ثقافة المقاطعة

Time
الثلاثاء 31 مايو 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

أثبت الشعب السعودي انه يجيد ثقافة المقاطعة، فما ان تعلن مقاطعة سلعة في منطقة من مناطق السعودية الا وتجاوبت معها بقية المناطق بسرعة تلفت الانظار.
وقد نجح السعوديون بمقاطعة احدى شركات الالبان، وكبدوها خسائر فادحة بعد ان رفعت سعر منتجها على المستهلك السعودي، وكذلك فعلوا باحدى شركات البيض حين تركوا البيض على الارفف حتى انتهت صلاحيته، واجبروا الشركتين على العودة للسعر القديم، متأسين بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ومقولته الشهيرة: "ارخصوه انتم واتركوه لهم"، وهذا دليل واضح على ان عمر بعبقريته رسم لنا الدرب منذ قديم الزمان، فكل ما ارتفع سعره يترك!
والمقاطعة هي الحرب الحقيقية، من دون سلاح، على الجشع وارتفاع الاسعار المصطنع، او ان سلاح المقاطعة هو سلاح الشعب الذي يحمي نفسه فيه، اذا عجزت الحكومة عن حمايته، او خضعت لضغوط التجار فارتفعت الاسعار!
الان هناك نداءات للمقاطعة تدور في الشارع الكويتي وبين الناس، لكن على استحياء، وبصوت خافت، لا يكاد يسمع، فليس هناك مقاطعة حقيقية لا لمحطات البنزين التي تم تخصيصها، واخلت بالشروط، فأصبحت الدعوة الى الاتجاه لمحطات شركة البترول الوطنية.
ولا لمقاطعة الدجاج الذي تم رفع سعره فعليا، وسوف يرتفع اكثر واكثر ما لم يترك في الثلاجات حتى تنتهي صلاحيته، وبذلك تكون رسالة الشعب قد وصلت قوية ومؤثرة للتجار الذين يتلاعبون بالاسعار، خصوصا ان هناك اكثر من سلعة استهلاكية سوف يرتفع ثمنها ما لم ننتبه ونقاطع منذ الان!
دعوات المقاطعة التي بدأها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب تعني حماية الشعب نفسه بنفسه بدلا من الصراخ واللطم والعويل، وتحميل المسؤولية للحكومة، فنحن نملك سلاح لا نستخدمه مع الاسف الشديد، وعلينا كلنا ان نفكر ما الذي سوف يجري لو انطلقت منذ الان حملة جادة لمقاطعة شراء السيارات "موديل 23" من الوكالات، واتفقنا على ذلك، واكتفينا بسياراتنا التي عندنا، وتعاطف معنا السعوديون ودولة اخرى من دول الخليج، فمن الذي سيستفيد في النهاية؟ هذه فكرة لو تطبق لتغيرت الاحوال… زين.
آخر الأخبار