رام الله، عواصم- وكالات: قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، بالرصاص ثلاثة فلسطينيين وأصاب نحو 200 آخرين، في مسيرات "مليونية الأرض والعودة" على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الاحتلال قتل فلسطينيين اثنين وأصاب نحو 209 منهم 24 بالرصاص الحي خلال المسيرات السلمية شرقي قطاع غزة.وكانت مصادر طبية قد ذكرت في وقت سابق أن فلسطينيا قتل برصاص إسرائيلي، صباحا، متأثرا بجروحه قبيل انطلاق التظاهرات المرتقبة.واضافت ان "محمد جهاد سعد (20 عاماً) قتل جراء إصابته بشظايا بالرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة".وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس إن "سعد كان يتكئ على عكازين إثر إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، واقترب حوالي 200 متر من الحدود عندما أطلق الجنود النار عليه وأصابوه".وأطلق الفلسطينيون على مسيرات السبت، مليونية "الأرض والعودة"، التي تتزامن مع الذكرى الأولى لخروج مسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، والذكرى الـ 43 ليوم الأرض. وعلى مدار ساعات صباح أمس تزايد أعداد المتظاهرين الفلسطينيين المتوافدين على منطقة الحدود بين غزة وإسرائيل، والذين استقبلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، في حين ألتزم جميع المتظاهرين بالبقاء بعيدين عن السياج الأمني، ووفقا للمساحة التي طلبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر الوفد الأمني المصري.وكان الوفد الأمني المصري، قد وصل في وقت سابق أمس، إلى منطقة تظاهرات مسيرة العودة الكبرى، لمراقبة سلمية التظاهرات، ومعه وفدا من الامم المتحدة ورافقهما إلى منطقة الحدود، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. وكانت حماس قد أبعدت خيما ومنصات خاصة بمسيرات العودة عن الحدود، أول من أمس، في خطوة تأتي استجابة لجهود الوفد الأمني المصري، الذي يحاول تثبيت التهدئة بين حماس وإسرائيل، وتجنب وقوع أحداث دامية.
من جانبه، اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة وإشعال الإطارات، وإلقاء عبوات ناسفة باتجاه السياج الحدودي، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن معظم المتظاهرين يتواجدون في منطقة الخيم في عمق القطاع.وأضاف أن الجنود الإسرائيليين "يستخدمون وسائل تفريق التظاهرات وإطلاق النار وفقا لتعليمات إطلاق النار".كما أشار إلى أنه أوقف صبيين بالقرب من السياج الحدودي جنوبي قطاع غزة "بحوزتهما سكين"، مشيرا إلى أنه "بعد اعتقالهما والتحقيق معهما، تمت إعادتهما إلى قطاع غزة عبر معبر إيرز".الى ذلك، تفيد التقارير الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء مسيرة العودة وكسر الحصار بلغ 266 فلسطينيا من بينهم 50 طفلا في حين قام الجيش الاسرائيلي باحتجاز جثامين 11 شهيدا وبلغ عدد الاصابات أكثر من 30 الف شخص بجروح مختلفة.واكد عدد من المراكز الحقوقية المحلية والدولية ان الجيش الاسرائيلي استخدم "القوة المفرطة" و"المميتة" ضد الفلسطينيين من خلال اطلاق الرصاص الحي والمعدني والمطاطي اضافة الى قنابل الغاز والقنابل الصوتية خلال عام من المسيرات السلمية على الحدود.ويطالب الفلسطينيون بفتح المعابر وزيادة مساحة الصيد وتوفير الوقود لمحطة توليد الكهرباء وايجاد فرص عمل لالاف الخريجين والعاطلين عن العمل اضافة الى ادخال بضائع تمنعها اسرائيل منذ سنوات وغيرها من الاحتياجات الصحية والانسانية المختلفة مقابل تهدئة تطالب بها سلطات الاحتلال مع الفصائل الفلسطينية.من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد إشتية: إن ستراتيجية حكومته المقبلة ستقوم على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن أراضيه وموارده والتصدي للتوسّع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي.وأشار إلى أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2017 في الضفة الغربية وصل إلى 435 موقعا منها 150 مستوطنة و116 بؤرة استيطانية.وأضاف: "إسرائيل تقوم بشكل مكثف وممنهج بتهويد مدينة القدس وقامت مؤخرا بإصدار أوامر ترحيل لـ12 تجمعا بدويا شرقي القدس، وترخيص آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة".