بقلم: طارق القونيتحتفل مصر هذه الأيام بعيدها الوطني والذكرى التاسعة والستين لـثورة 23 يوليو 1956 المجيدة، وهي ثورة دشنت حقبة جديدة من تاريخها المعاصر ومثلت نقطة انطلاق لبناء الدولة المصرية الحديثة، الامر الذي نتج عنه تطورات إيجابية في جميع مناحي الحياة في مصر سواء كانت اقتصادية او اجتماعية، فضلاً عما أدت اليه من إنهاء الاحتلال الأجنبي للأراضي المصرية وتأكيد استقلالية القرار الوطني المصري الذي أمم قناة السويس وقام بإنشاء السد العالي وبناء جيش مصري حديث. وقد انعكست الثورة بالطبع على سياستها الخارجية التي وضعتها في مكانها المناسب في العالم كدولة ذات ثقل وتأثير قامت بدور محوري في مساندة حركات التحرر والاستقلال في العالمين العربي والأفريقي وفي إنشاء حركة عدم الانحياز التي نجحت في الدفاع عن حقوق دول العالم الثالث في عالم ثنائي القطبية. كما نجحت الثورة في التعبير عن آمال وطموحات الشعوب العربية من خلال دعم العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية، وهو ما انعكس على التضامن والتكامل العربي بصفة عامة والعلاقات بين مصر والكويت على وجه الخصوص في عدة محطات تاريخية فارقة بدءاً من استقلال دولة الكويت، وحربي 1967 و1973 وتحرير الكويت في عام 1991.
ويأتي في هذا الإطار وقوف الكويت الى جانب الشعب المصري في ثورة 30 يونيو التي احتفلنا بها منذ ثلاثة أسابيع في الحفاظ على هوية مصر ودورها الإقليمي والدولي، وفي تحقيق نقلات نوعية في جميع المجالات التنموية من خلال مشروعات قومية غير مسبوقة مثل تطوير قناة السويس، وإنشاء مدن وعاصمة ادارية جديدة، وإقامة شبكة طرق ومواصلات على أعلى مستوى وتطوير القطاعات الزراعية والصحية والتعليمية، وتحديث الجيش المصري، بشكل جعل من بناء الجمهورية المصرية الجديدة أمراً واقعا تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. غني عن البيان ان العلاقات المصرية- الكويتية المتميزة اتسمت على الدوام بالثبات والرسوخ، وشهدت تطورا متناميا على مختلف الأصعدة، فالتشاور بين قيادات ومسؤولي البلدين متواصل في كافة الموضوعات والتحديات ذات الاهتمام المشترك، والتعاون بينهما يتوطد يوما بعد يوم في مختلف المجالات لما فيه صالح الشعبين الشقيقين، وذلك في إطار شراكة حقيقية حققت العديد من الإنجازات على المستويين الثنائي والإقليمي ودعمت مصالح الجانبين في القضايا الدولية. ويبرز في هذا الصدد الأولوية التي يعطيها البلدان للمّ الشمل العربي وتطابق مواقفهما تجاه القضية الفلسطينية والأزمات في ليبيا وسورية واليمن، ورفضهما القاطع للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن وقوف الكويت المقدر الى جانب مصر بلا قيد او شرط في ملف سد النهضة الذي يمس الأمن القومي العربي.أما وقد قاربت على إنهاء مهمتي في دولة الكويت الشقيقة، فأود التأكيد على اعتزازي بفترة عملي في بلدي الثاني وبالإنجازات التي تحققت في دعم التعاون الثنائي بين البلدين، وأدعو الله ان يحفظ مصر والكويت، وان يسدد خطاهما تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وسمو الأمير نواف الأحمد جابر الصباح، في رفع دفع علاقاتهما التاريخية الى آفاق ارحب، وأن يساعدهما على تخطى كافة الصعوبات التي تواجههما في أزمة الجائحة، وان ينعم عليهما بدوام الأمن والاستقرار والازدهار. كما أنتهز هذه الفرصة لكي أهنئ الجالية المصرية العزيزة وشعب وحكومة الكويت بعيد الاضحى المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.